أثمرت سنوات عمل "مركز سرطان الأطفال" في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ولادة "نادي الأبطال" الذي سيجمع كل الأطفال الذين تعالجوا في المركز وانتصروا على مرض السرطان.
أطلق المركز هذه المُبادرة الجديدة، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لافتتاحه. علماً أن 1500 طفل تلقّوا علاجهم في المركز منذ افتتاحه، وحتى اليوم بلغت نسبة الشفاء 80 في المائة، وهو رقم أحيا الأمل في قلوب مئات الأُسر التي لجأت إلى المركز لعلاج أطفالها من السرطان، ضمن نظام صحي ونفسي مُتكامل يُقدّمه الفريق الطبي والنفسي والفني.
واعتبرت المديرة العامة للمركز، هناء الشعّار شعيب، في كلمة لها خلال افتتاح نادي الأبطال، أن "سر النجاح يكمن في الإيمان أولاً بقدرات الأشخاص وتنميتها، وفي العمل الجماعي باتجاه أهداف موحدة، والمحبة والصدق والحرص على فعل الخير ونشره في كل خطوة". ولن يقتصر دور الناجين على تمثيل المركز واستكمال حياتهم كأصدقاء فقط، بل سيتعاونون مع المركز في مساعدة الأطفال قيد العلاج لمنحهم "الأمل والقوة"، كما قالت شعيب.
كذلك ألقى اثنان من هؤلاء "الأبطال" كلمةً مشتركة، قالا فيها "انتصارنا على المرض أكبر دليل على أن ثمة علاجاً له، بالإرادة القوية والإيمان وبفضل مركز سرطان الأطفال في لبنان، ونحن اليوم نتابع حياتنا ككل الناس، أو بالأحرى نحن أقوى من كل الناس"، وأضافا أن "مركز سرطان الأطفال أصبح بيتنا الثاني، وكل شخص في هذا المركز أحدثَ فرقاً كبيراً في حياتنا وصار فرداً من عائلتنا، أو بالأحرى، أصبحنا جميعاً عائلة واحدة".
كذلك وجّها تحية إلى من رحلوا من رفاقهم، قائلَين: "أنتم لم تفارقونا. ذكراكم في كل زاوية من المركز. خسرتم معركة، ربحنا الحرب. عنا وعنكم، سنكمل". وتوجّها إلى جميع من لم ينته علاجه بعد بالقول: "صحيح أن هذا المشوار صعب قليلاً، لكنّ النهاية جميلة وقريبة، ونحن هنا في انتظاركم".
ويستقبل المركزُ ما يزيد على 50 طفلاً يومياً لتلقي العلاج الذي يقدّم من دون أي كلفة على الأهل وبلا تمييز.
تجدر الإشارة إلى أن المركز يتولّى حالياً علاج 300 طفل، ويستقبل ما مُعدّله خمسون طفلاً يومياً لتقديم جرعات العلاج المجانية والدعم النفسي والتربوي المطلوب. وتبلغ ميزانيته 15 مليون دولار أميركي سنوياً قائمة بالكامل على المُتبرعين.