ووجه المدير الفني للوفاق نور الدين زكري، الملقب بـ"مورينيو الجزائر" أو "زكرينيو"، انتقادات لاذعة لإدارة الفريق وفي مقدمم الرئيس حسان حمّار، إذ قال في تصريحات صحافية بأن الإدارة لم توفر له أدنى ظروف العمل، فضلاً عن عدم وفائها بالتزاماتها تجاه لاعبي الفريق، ما يؤثر عن نتائجه في الدوري ومسابقة كأس الجزائر.
وقال زكري المعروف بصراحته: "الجميع يعرف صراحتي، أنا لا أتوانى في الكشف عن أي أمر يضرّ بمصلحة الوفاق ولا أخشى في ذلك لومة لائم"، مضيفاً: "أصل الخلاف بيني وبين رئيس الفريق كان بسبب قيامي بالكشف عن أن اللاعب الأفريقي الذي جلبه الفريق في فترة الانتقالات الشتوية، ليس نفسه الذي كنت أرغب في ضمه، وهذا الأمر جعل الرئيس ينقلب عليّ. لقد أضحى يكرهني ويتصرف معي بعدوانية، وبالرغم من ذلك، قمت بالاستمرار في أداء عملي والدليل أنني حققت نتائج طيبة".
وتابع: "لقد سبق أن طالبت بتوفير أدنى ظروف العمل، والعيش الكريم لي ولجهازي الفني الذي يضم 3 إيطاليين، لكن هذه التصريحات تم فهمها للأسف بشكل خطأ، أنا لم أتحدث أبداً عن المال أو الامتيازات الخاصة بي، بالعكس أنا دافعت عن حقوق كل من يشتغل معي في الفريق من مدربين وجهاز طبّي وإداري".
وواصل زكري قائلاً: "متاعبي لم تتوقف عند هذا الحد، فإدارة الفريق لم تدعم التشكيلة بأي لاعب يمكنه تقديم الإضافة، فضلاً عن أن المسكن الذي أقيم به رفقة مساعديّ لا يوجد فيه ثلّاجة أو جهاز تلفزيون، ولا حتى إنترنت الذي نحتاج إليه في عملنا". وختم قائلاً: "يبدو أنني التحقت بالجهاز التدريبي للوفاق في وقت غير مناسب، لأن بعض الأطراف لا يعجبها وجودي هنا".
وكان زكري قد عاد لتدريب الوفاق بعد قرابة 9 سنوات من رحيله عنه، وفي ظروف سيئة للغاية، إذ لجأ إلى الاتحاد الجزائري لكرة القدم للحصول على مستحقاته المالية التي رفضت إدارة الوفاق وقتها منحها له، إذ يطالب بمبلغ 750 مليون سنتيم (70 ألف دولار أميركي) لم يحصل عليها لحد الآن، فيما نال المدير الفني أجور 3 أشهر عند عودته لتدريب الفريق نهاية العام الماضي.
ولم يتوانَ رئيس وفاق سطيف حسان حمّار، في الرد على مدرب فريقه وتكذيب كل ما قاله في حقّه، إذ أكد في تصريحات للصحافيين بأنه وفّر كل شيء للجهاز الفني للفريق، من مسكن ووسائل العمل، فضلاً عن منحه أجر 3 أشهر بشكل مسبق.
كما قام نائب رئيس الفريق حسان سنساوي، بالردّ على تصريحات نور الدين زكري حين قال مخاطباً إياه: "لقد وفرنا لك كل ظروف العمل للنجاح في مهمتك، حتى المدرب السابق للفريق المغربي رشيد الطاوسي لم تتوفر له الظروف التي منحناها لك، وخاصة في ما يتعلق بالعلاوات المالية"، مضيفاً: "بعد فوزنا على اتحاد العاصمة في ربع نهائي كأس الجزائر، نال زكري ضعف العلاوة التي حصل عليها اللاعبون، بينما نال مساعدوه الإيطاليون نصفها فقط".
وتبقى الأزمة القائمة بين إدارة أحد أعرق وأكبر الأندية الجزائرية ومديرها الفني مرشحة للتفاقم أكثر، وخاصة أن الأخير لوّح بالاستقالة في أكثر من مرة، فضلاً عن أن هذا النزاع يجعل التعايش مستحيلاً بين الطرفين، ما يهدد الاستقرار الفني للتشكيلة التي تسعى جاهدة للاقتراب من مقدمة جدول ترتيب الدوري، فضلاً عن سعيها للتتويج بلقب كأس الجزائر، إذ ستواجه فريق اتحاد عنابة في الدور ربع النهائي يوم 19 فبراير/ شباط المقبل ذهاباً، بينما ستجري مباراة الإياب يوم 26 من نفس الشهر.