"مهرجان سيدي علي عزوز": وقفة عند موسيقى الزاويا

15 ابريل 2018
(زاوية سيدي علي عزوز في زغوان، القرن التاسع عشر)
+ الخط -

ارتبطت الموسيقى بالمتصوّفة المسلمين منذ ظهورهم في القرن الثالث الهجري، وأعاده باحثون إلى جذور التصوّف؛ مسيحية وهندوسية وفارسية، حيث تلازم الذكر مع السماع مع اختلاف كل طريقة عن غيرها في توظيف الآلات الموسيقية أو بعضها أو الاكتفاء بإلايقاعات والأوزان.

تعتبر تونس فضاءً ثرياً تتداخل فيه الحركات الصوفية الآتية من المشرق والمغرب العربيين، وتأثّرت مجالس الإنشاد لديها بالموسيقى الأندلسية والأفريقية، ومنها الطريقة العروسية التي كان من أبرز رموزها سيدي علي عزوز الذي قدّم إليها من مدينة فاس المغربية ليستقر في مدينة زغوان التونسية ويرحل فيها عام 1710 وخلفه آلاف الأتباع والمريدين اتخذوا عدّة زوايا باسمه في عدد من المدن.

ويورد المؤرخ حسن حسني عبد الوهاب، أن "الزوايا العزوزية كان يُعقد فيها "ميعاد" عشية كلّ جمعة يتناشدون الغرناطي "المالوف" ويوقّعون نوباته وموشحاته على رنات الدفوف والنقرات، وأنّ ذلك كان سبباً في "تخرّج غير واحد من مهرة المغنين من تلك الزاويا، التي كادت أنّ تكون معهداً موسيقياً للأغاني التونسية، وما أضيف إليها من الألحان الشعبية".

في هذا السياق، ينطلق "مهرجان سيدي علي عزوز للموسيقى الطرقية والصوفية" في التاسع عشر من الشهر الجاري في زغوان (55 كلم جنوب شرق العاصمة) ويتواصل حتى الحادي والعشرين منه بتنظيم من وزارة الثقافة، ضمن تظاهرة "مدن الحضارات" التي أطلقت العام الماضي في المدينة.

يُفتتح المهرجان بمعرض يوثّق لسيرة علي عزوز بعنوان "الشيخ والعلم" والذي يضمّ العديد من متعلقاته، منها السبحة الطويلة والختم وأواني الطبخ التي استعملها وغيرها، إلى جانب محاضرة حول الشيخ البشير البواب، يعقبها حفل لفرقة الشيخ علي الفرشيشي في ساحة المعتمدية في المدينة.

من بين العروض المبرمجة؛ حفل لـ"فرقة كورال أطفال العزوزية" بقيادة الفنان علي بن تركية، و"فرقة العزوزية" بقيادة الشيخ محمد فريد جداي، و"فرقة المهدية" بقيادة الشيخ لطفي حمايد.

المساهمون