"مهرجان المسرح الأوروبي": أسئلة تتفرّع من الهجرة

28 سبتمبر 2019
"مكان" لـ تمارا السعدي (كريستوف دولاج، موقع مهرجان أفنيون)
+ الخط -

كما في الدورة السابقة، تمثّل الهجرة الموضوع الأكثر حضوراً في الأعمال المسرحية التي نجدها في برنامج "مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان" الذي يفتتح اليوم السبت على خشبة "مسرح المدينة" في بيروت. معظم الحكايات تدور حول علاقات البشر بأماكن مختلفة وتنقّلهم بينها لتبدو حيواتهم مشطورة بين مكان ينتمون إليه وآخر يعيشون فيه.

وبشكل عام، يمكن الحديث عن مزاج عالمي عام ينعكس في المسرح، فالهجرة من المواضيع التي تحضر أيضاً بقوة في السينما والأدب والفنون التشكيلية، ومعها أسئلة حول الانتماء والهوية و"الاندماج".

تستمرّ عروض الدورة الثانية حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وستنطلق بعرض باللغة الفرنسية، بعنوان "مكان"، وهو من كتابة وإخراج تمارا السعدي، ويدور حول فتاة فرنسية من أصل عراقي تفقد قدرتها على القراءة، فينصحها أحدهم بالعودة إلى ماضيها لتفهم ما حدث لها. تتكشّف المسرحية شيئاً فشيئاً عن ازدواجية حياة المرأة المهاجرة وعلاقتها المعقّدة مع عائلتها التي وإن كانت في باريس إلا انها ما زالت تعيش نفسياً وذهنياً في بغداد.

ثيمة الاغتراب تحضر أيضاً في عمل إسباني، حيث يستحضر كارميلو غوميز الشاعرَ فيديريكو غارثيّا لوركا في عرض بعنوان "نصف رغيف وكتاب"، وفيه يعتمد على محاضرة ألقاها صاحب "عرس الدم" عام 1931 لدى افتتاح مكتبة "فويتنتي فاكيروس". تتضمّن المسرحية مقتطفات من قصائد لوركا وتأمّلات غوميز حول أعماله. كما يحضر صاحب "أغاني الغجر" في عرض آخر من إخراج إميليا إكاي بعنوان "عودة مع لوركا"، حيث يقوم العرض على قراءة مقتطفات من أعماله المسرحية والشعرية.

أما مسرحية "دنماركي حقيقي"، فتتناول معنى أن تكون شاباً في الدنمارك من خلال خمس شخصيات من أصول مختلفة تجمع بينهم المواجهة مع المعايير والعائلة، وتتطرّق الحكايات إلى العلاقات المعقدة مع الآباء وتمثلات الأمراض العقلية والنفسية، وسهولة الانزلاق داخل عالم الجريمة.

من جهتها، تقدّم المخرجة الرومانية آنا لامبرو عرضاً يجمع بين القراءة النصية وتحريك الدمى ومسرح خيال الظل، لتروي حكايتين تنطلقان من حادثة مشتركة، وهو الحريق الكبير الذي اندلع في شركة أميركية عام 1911، وفيه قصة امرأة رومانية تهاجر لتعمل في هذه الشركة، والمصير الذي تلاقيه ثمّ يتكرّر مع حفيدتها.

وكذلك تحضر عرائس المخرج الإيطالي برونو ليون في مسرحية بعنوان "بولتشينيلا" المقتبسة من مسرح "كوميديا ديلارتي" الإيطالي الذي كان رائجاً في القرن السابع عشر، وتقدّم حكايات عن رجل قادر على الخلاص من الموت عبر السخرية. أما مسرحية "شجرة الزيتون" للمخرجة الإيرلندية كيتي أوكلاي، فتروي قصة موظّفة سوبرماركت إيرلندية تمزّق ورقة "المقاطعة الاقتصادية" الملصقة على زجاجة زيت الزيتون، فتتجسد شجرة الزيتون الفلسطينية أمامها، وتبدأ رحلة تتابع فيها كفاح الشعب الفلسطيني.

المساهمون