داخل قاعة مغلقة، وعلى طاولات مستديرة، يجلس شباب من مختلف الدول العربية وجهاً لوجه، كي يناقشوا آراءهم المختلفة إلى حدّ التعارض، لكن بهدوء ورويّة، انطلاقاً من مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر، ومقارعة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة؛ هذه الأجواء تجري ضمن مبادرة شبابية للنقاش العربي تحت مسمى "مناظرة".
يرصد "العربي الجديد"، في التقرير المصور المرفق، أجواء الحلقة الأخيرة من "مناظرة"، والتي جرت في تونس الشهر الماضي.
يرصد "العربي الجديد"، في التقرير المصور المرفق، أجواء الحلقة الأخيرة من "مناظرة"، والتي جرت في تونس الشهر الماضي.
و"مناظرة" هي مبادرة للنقاش تعمل ضمن رؤية تتمثّل في إنشاء منتدى ذي مساحة مفتوحة ونزيهة للنقاش، إذ يمكن لأي شخص المشاركة والتعبير عن رأيه، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو التعليمي أو موقعه الجغرافي.
وأطلقت في العام 2011، وجذبت حوالي 350 ألف متابعة على موقع "فيسبوك"، وحصلت على أكثر من عشرة مليون مشاهدة من خلال مناقشاتها التلفزيونية الحية. أسس المبادرة بلعباس بنكريدة، وتعتمد على الجهات المانحة الأوروبية في تمويلها، وتتخد من تونس وواشنطن مقرّاً لها.
أطلقت المبادرة منذ انطلاقتها 25 حلقة تلفزيونية تناولت موضوعات مختلفة، سياسية واجتماعية وثقافية، ضمت فتيات وشباب من أغلب البلدان العربية.
يقوم مشروع "مناظرة" على التفاعل من خلال منصات التواصل الاجتماعي الذي يتطور من خلال مداخلات الشباب العربي، إذ يمكن لأي شخص المساهمة في المنتدى الافتراضي عن طريق مقطع فيديو لا تزيد مدته عن 99 ثانية، يناقش فيها المواضيع المطروحة حالياً، بعدها تنظم المبادرة استطلاعات للرأي عن مواقف الشباب حول مسائل هامة متعلقة بمناظرة، وتنتهي بتنظيم حلقة تلفزيونية في إحدى المدن العربية ويتم تصويرها وبثّها على الإنترنت.
استطاعت مبادرة "مناظرة" خلال عام 2016 عقد 283 ورشة تدريب في تسع دول عربية، منها تونس والأردن والجزائر ومصر واليمن وللاجئين السوريين في تركيا، وشارك فيها ما يقرب من 4500 شاب وفتاة، وقدم التدريب 29 متخصصا في فنون التواصل والتفاوض.
يقول ممثلو المبادرة إن "مناظرة" تهدف وتعمل بجدّ لجعل المنطقة العربيّة منتدى مستقلا للمناقشة، وتطوير سبل استخدام التكنولوجيا لتعزيز هدفها المتمثل في منتدى عادل وشامل.