تستدعي التظاهرات العديدة التي تُقام حول الرواية في العالم العربي تقييم طبيعة المقاربات التي تطرحها على هذا الشكل السردي، فكثيراً ما كانت التناولات متشابهة إما بالغوض في النص على حساب سياقاته أو في الاتجاه المعاكس.
يقدّم "ملتقى تونس للرواية العربية" محاولة للخروج من المواضيع المكرورة، وطرح أسئلة حارقة على المشتغلين في الأدب، من كتّاب الرواية ونقّادها بالخصوص، فبعد أن طرحت دورته الأولى موضوع قدرة الرواية على التغيير، يقترح في دورته الثانية التي تنطلق الخميس المقبل للدرس "قضايا البشرة السوداء في الرواية".
تقام فعاليات الملتقى في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة وتتواصل لثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من ثلاثين روائياً وناقداً عربياً تتوزّع أوراقهم على ستّ جلسات.
يشير بيان المنظّمين إلى أن الرواية "ظلت الفن الذى اتخذه الإنسان الأسود ليكتب ملحمته بنفسه، لمقاومة النسيان ومحاكمة الجرائم التى لا تغتفر، وصناعة تاريخ من لا مجد لهم"، كما يشير إلى نموذجين أساسيْن هما رواية "جذور" لألدس هكسلي وأعمال وول سوينكا، باعتبارها "تجارب شديدة التنوّع كان فيها للروائيين العرب نصيب يدعو إلى التأمل وتتبعه فى منحيين على الأقل: منحى اتخذ من الإنسان الأسود موضوعاً للكتابة، ومنحى كانت فيه أقلام البشرة السوداء ذاتاً مبدعة".
يُفتتح الملتقى بمحاضرة للروائي التونسي شكري المبخوت بعنوان "قضايا البشرة السوداء: لحظات تمهيدية"، وهو الذي تقاطع عمله الروائي الثاني "باغندا" مع ثيمة الملتقى. يلي ذلك الجلسة الأولى التي يشارك فيها كلّ من: حمور زيادة من السودان، وسميحة خريس من الأردن، ونبيل سليمان من سورية، وإبراهيم درغوثي من تونس، بينما يحضر في الثانية منصور الصويم من السودان، وسلوى بكر من مصر، ومحمود إبراهيم تاوري من مالي.
في اليوم التالي، يقام لقاء مع الروائي والمترجم التونسي جمال الجلاصي بعنوان "أصوات من الشعر الأفريقي" باعتبار تخصّصه منذ سنوات في ترجمة الشعر الأفريقي، يعقبه جلسة أولى يشارك فيها حجي جابر من أرتيريا، وطارق الطيب من السودان، وآمنة الرميلي من تونس، وإبراهيم الحجري من المغرب، وثانية بحضور حجاج أدول من مصر وسنية الشامخي وصلاح بوجاه من تونس، وعلي بدر من العراق.
يعقد في يوم الختام لقاء مع ضيف شرف الدورة، الروائي اللبناني إلياس خوري، بعنوان "معنى الكتابة الروائية في زمن الألم العربي"، تليه جلسة أولى يشارك فيها علي المقري من اليمن وأسماء معيكل من سورية ومسعودة أبو بكر والهادي ثابت ونور الدين الخبثاني من تونس، وثانية يحضرها الصديق حاج أحمد من الجزائر، وعبد الله إبراهيم من العراق، ومصطفى لغتيري من المغرب ومحمد عيسى المؤدب وهاجر بن إدريس تونس.