"ملتقى الرواية العربية": وفرةٌ نقدية

26 ابريل 2016
تجهيز لـ ويندي كاواباتا/ اليابان
+ الخط -

تبدو كثرة الفعاليات النقدية التي تناقش الرواية العربية المعاصرة، انعكاسً لازدهار هذا الجنس الأدبي، وهي مقولة تأخذ أبعاداً مختلفة؛ من أبرزها "الاستثمار" في الأزمات السياسية والاجتماعية الراهنة في البلاد العربية، وإبراز توظيفاتها في الأدب، وهو من شأنه تكاثر "فعل نقدي" حولها سيمنح عمراً أطول لجوائز الرواية ومؤتمراتها، وتمويلها بالطبع.

ضمن حالة الوفرة هذه، تنظّم الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية "أشكال ألوان" في الـ 29 نيسان/ أبريل الجاري وحتى الثاني من أيار/ مايو المقبل، "الملتقى الأول للرواية العربية" في بيروت؛ بهدف "مقاربة التحوّلات المعاصرة في اللغة العربية وآدابها وفنونها السردية ووظائفها التعبيرية والتواصلية".

تعتبر "أشكال ألوان"، في بيان صحفي، أن "الرواية باتت اليوم واجهة الثقافة العربية، وكتّابها هم الأبرز مكانة وحضوراً. طباعة الروايات ونشرها وتوزيعها أصبحت هي العمل الأول لدور النشر، التي تتنافس على جذب الروائيين واكتشاف الجدد منهم"، مضيفةً "يمكن القول إن ازدهار فن الرواية صاحبه أيضاً ازدهار القراءة والمقروئية، وتوّسّع ملحوظ في سوق الكتاب العربي، وازدياد عدد الطبعات، وتطوّر تقنيات الطباعة، والعناية الفنية بالأغلفة والورق".

يتضمن الملتقى محاور عدّة؛ يناقش الأول أسباب ازدهار الرواية العربية، كماً ونوعاً ومقروئية، والرواية العربية بوصفها التعبير الثقافي الأول عن التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وقاطرة تطوّر اللغة المكتوبة.

يطرح المحور الثاني إمكانية تعيين سمات خاصة للرواية العربية، متسائلاً إن كان لكل إقليم أو بلد لغته وسماته و"خطه" الروائي، وعن التطور الأبرز في تقنيات السرد، وعن دور الثورات والحروب والاضطرابات السياسية في إعادة الاعتبار للرواية الواقعية والطابع التسجيلي للسرد وفي إعادة الاعتبار للخطاب السياسي في الرواية، وحول خصوصية أدب البوح والسيرة والشهادة الشخصية والتوثيق التاريخي في الروايتين السورية والعراقية، وهل الرواية العربية هي سيرة ذاتية ومذكرات واعترافات شخصية، وعن فكرة تجاوزها السجال القديم حول الثالوث المحرم.

يبحث المحور الثالث أثر ازدهار الترجمة، من وإلى العربية، على الإنتاج الروائي، ونظرة القارئ الأجنبي للرواية العربية؟ وأسباب إقبال الدور الأجنبية على إصدار الروايات العربية المترجمة، فيما يركز المحور الرابع على موقع الرواية العربية أساساً الصناعة الثقافية والتوسع في النشر والطباعة والتوزيع والمكتبات، وأثر جوائز الرواية وورشاتها في تطوير الكتّاب الجدد.

يسلّط المحور الخامس الضوء على اعتبار الرواية خطاباً أخلاقياً مضاداً، وانتصاراً لخيار الفرد وحريته، وارتباطها بالمدينة ووعي الطبقة الوسطى وأحوالها.

يشارك في الملتقى أكثر من ثلاثين روائياً وناقداً ومترجماً من لبنان وخارجه؛ من بينهم: إلياس خوري وإلياس فركوح وإليزابيتا بِرتولّي وإنعام كجه جي وإيمان حميدان وأحمد السعداوي وأحمد محسن وأحمد ناجي وعلي بدر ومحمد الشحات ومحمود الورداني وحسن داود وشكري المبخوت ومها حسن ومحمد أبي سمرا ووضاح شرارة وصموئيل شمعون ومنى برنس وجبّور الدويهي وجمال جبران وخالد المعال وفاطمة البودي وطالب الرفاعي وسحر مندور وليانة بدر وميرال الطحاوي ورشيد الضعيف وبشير مفتي وكمال الرياحي ونجوى بركات ومايا أبو الحيّات وهلال شومان ووجدي الأهدل.




المساهمون