مشروع "مكتبة العالم التركي" الذي تدعمه وكالة "أسكي شهير" بالتعاون مع وقف "أبحاث العالم التركي"، يقدّم كتباً في العديد اللغات مثل الألمانية والعربية والإنكليزية والبوسنية والروسية والمقدونية، إضافة إلى اللغات التركية المنتشرة في أذربيجان وقرغيزيا وكازاخستان وأوزبكستان.
تضمّن الإصدار مختارات لستّة عشر شاعراً كتبوا باللغة التركية؛ من بينهم: علي شير نوائي (1441 – 1501) أحد أبرز شخصيات الأدب الأوزبكي، ووضع ديوانه الشهير الذي يحمل اسمه ورتّبه بحسب مراحل عمره؛ غرائب الصغر ونوادر الشباب وبدائع الوسط وفوائد الكِبر في نحو خمسين ألف بيت، والشاعر والفيلسوف التركماني مختوم قولو (1733-1783) التي وضع الجزء الأكبر منها في السجن حيث اعتقل بسبب مواقفه الداعية لاستقلال التركمان، وغلبت على أشعاره انتقاد رجال الحكم والدين بسبب استغلالهم للفقراء والمحرومين.
يضم الكتاب أيضاً قصائد لناظم حكمت (1902 – 1963) الذي كتب المسرح والرواية والشعر، ومن أهمّ مجموعاته الشعرية "رسائل إلى ترانتا – بابو" (1935)، وملحمة الشيخ بدر الدين (1935)، و"ملحمة حرب الاستقلال" (1965)، و"مناظر طبيعية وإنسانية من بلدي" (1966)، وأخرى لنجيب فاضل (1904 – 1983) الذي تنوّعت اهتماماته بين السياسة والتاريخ والشعر، حيث ترك أكثر من مئة مؤلّف منها مجموعات شعرية عدّة تغلب عليه نزعات تصوّف وتأمّلات فلسفية.
يشتمل كتاب "قوتادكو بيليك" للفيلسوف والشاعر التركي يوسف خاص حاجب (1019 – 1058) بعد مرور حوالي قرن على اعتناق الأتراك للإسلام، وضمن آراءه في إدارة الحكم، والعوامل التي تؤدي إلى نشوء الدول وتلك التي تؤدي إلى انهيارها، ويعد من أهم مؤلفات الفكر الإسلامي في القرن الحادي عشر الميلادي، الذي يجمع السياسة والتاريخ وعلم الأخلاق في قوالب أدبية وشعرية، حيث يتناول تشكيلات الدولة القاراخانية (أسّسها التركمان في القرن التاسع، كما يفصّل الحياة الاجتماعية والثقافية فيها.
يروي الإصدار الثالث سيرة الشاعر التركي يونس أمره (1240 – 1321)، الذي عُرف عنه التصوّف وفق الطريقة البكتاشية وترك قصائد أصبحت جزءاّ من المدوّنة الشعبية لبساطة تراكيبها وتأثيرها في عامّة الناس، وتطرق في شعره إلى مسائل الوجود والعدم ودوران الفلك ودورة النباتات التي اعتبرها رمزاً لمراحل الحياة والفناء في الكون.
جاء الكتاب الرابع حول شخصية نصر الدين خوجة الذي عاش خلال القرن الثالث عشر في قونية معاصراً الحكم المغولي لبلاد الأناضول وعرف بأسلوبه الفكاهي ونوادره وطرائفه، ونُسجت حوله الكثير من الأساطير والروايات في المخيّلة الشعبية التركية التي تضعه في خانة الفلاسفة والعلماء رغم تقديمه بمظهر ساذج وبسيط، وهو يعادل شخصية جحا في التراث العربي.