طاولت ارتدادات محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا ليل الجمعة الماضي، القطاع الثقافي؛ ففضلاً عن إرجاء التظاهرات في البلاد، حتى بعد يومي العطلة التي تلت المحاولة، أعلنت إدارة "معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي"، تأجيل افتتاحه من 18 إلى 25 تمّوز/ يوليو الجاري.
وقالت إدارة المعرض إن "تركيا عاشت حدثاً مؤلماً، وهو محاولة الانقلاب على الديمقراطية، لكنها استطاعت تجاوز الأزمة بالتحام الشعب التركي مع قيادته وفرض الأمن والاستقرار في البلاد".
وتابعت، بيان وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد": "من منطلق ذلك ورغبة لأغلب دور النشر المشاركة في المعرض، وحرصاً منا على تحقيق هذا الحدث الثقافي العربي في تركيا من خلال "معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي" في دورته الأولى؛ فإنه تقرّر تأجيل موعد افتتاح المعرض، لينطلق يوم الاثنين 25 تمّوز/ يوليو 2016 وإلى غاية الواحد والثلاثين منه".
وكان من المقرّر أن يُفتتح المعرض أمس الاثنين، بمشاركة نحو مائتي دار نشر عربية، من أكثر من 15 بلداً عربياً وأجنبياً، في فعالية اعتبرها المنظّمون، "الأكبر في تركيا".
وفي مؤتمر صحفي تعريفي بالمعرض، عُقد الأسبوع الماضي في إسطنبول، صرّح مصطفى الحباب، مدير شركة "غالف تورك ميديا" المنظّمة مع شركة "فكر سنتر"، بأن "الإحصائيات اليوم تقول إن هناك أكثر من ثلاثة ملايين عربي مقيم في تركيا. ومن هذا المنطلق، ولأوّل مرة في تاريخها، يُقام فيها معرض فيه أكثر من مائتي دار نشر عربية وعالمية، تهتم بالكتب العربية".
ولفت إلى أن المشاركين أتوا من 15 بلداً عربياً، إضافة إلى إيطاليا وإيران، وتركيا المتواجدة بكثافة، من خلال دور نشرها، ومن خلال العرب الذين يملكون شركات فيها.
الحباب أوضح أن المعرض سينظّم فعاليات ثقافية وندوات، ويستضيف نحو ثلاثين شخصية، عربية وتركية، من السعودية ومصر وسورية وفلسطين وأمريكا وتركيا، مشيراً إلى أن الندوات ستتناول الجانب الفكري والأحداث السياسية في البلد المضيف، مثل أثر التحوّل إلى نظام رئاسي، وكذلك عن التيارات والجمعيات الفكرية في تركيا، وتناقش إحدى ندواته مستقبل العلاقة العربية التركية، من خلال مشاركة عدد من المحلّلين والسياسيين العرب والأتراك، وثانية تتحدّث عن الحالة السورية، وثالثة عن الحالة الديمقراطية في مصر، وتغيّر سياسة أميركا تجاه المشرق العربي، وعن العمق العراقي أيضاً.
يُذكر أن تركيا شهدت من 9 حتى 15 تشرين الأول/ نوفمبر العام الماضي، "المعرض الأول للكتاب العربي" في اسطنبول، الذي تنظّمه "الشبكة العربية للأبحاث والنشر"، بمشاركة قرابة خمسين دار نشر عربية بإصدارات تقارب الـ 5000 عنوان، ما يعني أن المعرض الذي سيفتتح قريباً ليس الأول، كما يُعلن المنظمّون.
وهو ما برّره منظّمو المعرض "لا نقول بأن المعرض هو الأول من نوعه، ولكنه الأول الذي يضمّ أكبر عدد من دور نشر عربية، وفي مجالات محدّدة، وفيه عناوين في كافة المجالات، وهو أكبر حجماً، ومتعدّد المجالات".
لكن التاجيل، ورغم موضوعية أسبابه، يبدو أنه أربك بعض المشاركين. صاحب "دار المتوسط"، خالد سليمان الناصري، أعرب في حديثه إلى "العربي الجديد" عن مفاجأته بتأجيل المعرض بعد وصوله إلى تركيا وتكبّده خسائر إضافية لم يحسب حسابها ريثما يفتتح المعرض بعد تأجيل افتتاحه.