"معجم الكلمات السومرية": بين الأوابد والقواميس

26 يونيو 2018
(نقوش مسمارية في منطقة جروان العراقية، تصوير: سيباستيان ماير)
+ الخط -

اقتصر الاهتمام بجمع مفردات اللغات القديمة في الحضارات التي نشأت في بلاد الرافدين من خلال القواميس التي وضعتها أكاديميات غربية أشهرها "قاموس شيكاغو للغة الأشورية" الذي استمر العمل فيه لعدّة عقود، قبل أن تظهر معاجم لهذه اللغات بمرور الزمن، ووصلت إلى العربية أيضاً، وهي لغة تحمل خاصية القرابة التاريخية مع الأكدية.

في هذا السياق، أعلنت "مكتبة الإسكندرية" منذ أيام عن صدور "معجم الكلمات السومرية في اللغتين الأكدية والعربية وأخرى أكدية في العربية" لعالم الآثار وأستاذ الدراسات المسمارية العراقية علي ياسين الجبوري، ضمن سلسلتها "بوابة اللغة العربية"، ليكون "فاتحة لتوثيق تراث العراق رقمياً"، بحسب بيان المكتبة.

وتبرز أهمية المشروع بأنه يضمّ مفردات اللغة السومرية التي لم تعد تستعمل كلغة مخاطبة منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد بسبب المد والتوسع الأكدي فضلاً عن عدم استعمالها بعد سقوط بابل عام 539 قبل الميلاد، إلى جانب مفردات اللغة الأكدية التي بدأت بالانتشار بعد ذلك التاريخ.

يكشف الكتاب حجم التداخل اللغوي بين هذه اللغات الثلاث، وذلك لتعايشها وتأثرها ببعضها بعضاً في المنطقة نفسها، وقد اعتمدت السومرية في البدء على العلامات الصورية، ومن ثم على المقاطع الرمزية في الكتابة، أما الأكدية التي ظهرت بعد ذلك بنحو خمسمئة عام فشكّلت تطويراً للكتابة بالخط المسماري السومري.

ينقسم المعجم إلى أربعة أقسام؛ الأول يضم الكلمات السومرية في اللغة الأكدية، والثاني يقدم الكلمات السومرية في اللغة العربية. أما القسم الثالث فيطرح الكلمات الأكدية في اللغة العربية، ليكون القسم الرابع مخصصاً للكلمات العربية ذات الجذور السومرية والأكدية.

بحسب علماء الساميات الغربيين، تصنّف اللغة الأكدية ضمن مجموعة اللغات (السامية) الشرقية، وأصبحت في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد لغة المراسلات الدبلوماسية والرسمية في معظم أنحاء الشرق الأدنى القديم، لتحلّ محلها بعد ذلك اللغة الآرامية وأبجديتها التي يعتقد أنها الجذر الأساسي لبدء الأبجدية العربية لاحقاً.

وكانت الأكدية تكتب بالخط المسماري، على ألواح من الطين، على الرغم من استخدام مواد أخرى كالحجارة والمعادن والأحجار الكريمة، ولها لهجتان رئيسيتان، هما: البابلية والآشورية، وقد ظلتا سائدتين حتى أصبحت اللغة الآرامية اللغة الرسمية، فاقتصر استخدام الأكدية على طبقة الكهنة في المعابد وللأمور الدينية فقط.

المساهمون