"معبر رفح" يبعد الغزيين المسافرين عن أسرهم في رمضان

25 يونيو 2016
إغلاق المعبر يشتت الأسر ويمنع لقاءها (الأناضول)
+ الخط -
يختلف رمضان هذا العام عن سابقه، بالنسبة للشاب الفلسطيني أنس كحيل، والذي وصل قبل عدة أشهر إلى ألمانيا لإكمال دراسته الجامعية، قادماً من قطاع غزة المحاصر منذ عشرة أعوام.

ويفتقد كحيل (19 عاماً) للمرة الأولى في حياته تجمع أسرته حول مائدة الإفطار، ما يُشعره بحنين جارف إلى بلاده.

ويقول لوكالة "الأناضول"، عبر "سكايب": "أشتاق إلى ما كانت تعده أمي من طعام شهي، وأطباق مميزة، في أيام رمضان".

ورغم تزامن رمضان مع نهاية الفصل الدراسي، إلا أن كحيل، الملتحق بكلية الطب، لا يستطيع مغادرة بلد إقامته، واصفاً التوجه إلى غزة، بأنه "مغامرة خطيرة"، مضيفا: "معبر رفح لا يعمل بانتظام، وقد أبقى هناك حبيساً لأجل غير مسمى".

الشاب الغزي رامي رجب، طالب يدرس وشقيقه التوأم نزار في روسيا، تقول والدتهما إنهما يشعران بالحنين والغربة لقضائهما أول رمضان بعيداً عن أجواء الأسرة، مضيفة "قبل كل إفطار يسألاني عبر سكايب عمّا أعددته، ويتمنيان لو أنهما معنا على مائدة الإفطار، لكن من الصعب أن يغامرا بزيارة غزة".

ويشعر صالح النخالة (55 عاما) بالحزن، كلما استقبل هاتفه صوراً لزوجته وأبنائه الخمسة وهم مجتمعون على مائدة الإفطار، ويقول "الحصار المفروض على غزة، وعدم انتظام عمل معبر رفح، يجبرنا على التخوف من السفر، وقضاء العطلة بصحبة الأهل والعائلة".




ويتابع النخالة، والذي يعمل مهندساً في الإمارات، عبر "الإنترنت": "أكتفي خلال شهر رمضان بتناول وجبات سريعة وخفيفة، أحن إلى طعام زوجتي كثيراً، لكن الحصار يجبرنا على البقاء في الغربة". 

الفلسطينية سمية وشقيقتها غادرتا العام الماضي، المملكة العربية السعودية، لاستكمال دراستهما الجامعية في قطاع غزة، نظرا لانخفاض تكلفة الدراسة فيه مقارنة بما عليه الحال في المملكة.

وتسكن الفتاتان في بيت جدهما، وتقول سمية (19 عاما): "المائدة الواحدة انقسمت نصفين، أمي وأبي وأخي الصغير في جهة، وأنا وشقيقتي في جهة أخرى".

وتتابع: "لا أحد منا يستطيع المغامرة والسفر إلى الآخر، لو فعلنا ذلك سنضطر إلى الانتظار لأشهر طويلة قد تمتد لعام وأكثر حتى يحين دورنا للسفر عبر معبر رفح الذي يفتح على فترات متباعدة". وتشتهي سمية تناول "القطايف" من يد والدتها، وتضيف: "لا ألذ من القطايف (حلوى رمضانية) التي تصنعها أمي، أحن إلى تذوقها".

من جهتها، تتمنى نرمين لبد (21 عاماً)، لو أنها تتمكن من مغادرة قطاع غزة، وزيارة أسرتها المقيمة في الإمارات العربية، لكن معبر رفح أيضاً يعيق حلمها "البسيط". وتقول لبد، والتي تدرس التجارة: "قاسٍ الشعور أن تقضي ثلاث سنوات من حياتك بعيداً عن أسرتك، ولا تشاطرهم فرحة قدوم رمضان، وتبقى حبيساً في غزة من أجل حصار ظالم".

من جانبه، يقول كامل أبو ماضي، وكيل وزارة الداخلية بغزة، والتي تديرها حركة "حماس"، إن أوضاع معبر رفح وعدم فتحه من قبل السلطات المصرية بشكل دائم ومنتظم تجبر الكثير من المسافرين في الخارج على العزوف عن زيارة غزة.

ويضيف أبو ماضي أن "معظم العائدين إلى القطاع هم من المرضى والحالات الإنسانية".

وبحسب أبو ماضي فإن عدد المُسجلين للسفر يبلغ 30 ألف مواطن، بينهم أكثر من 4 آلاف مريض، و3 آلاف طالب. ويستدرك "سكان غزة يفتقدون الشعور بأجواء شهر رمضان، فلا توجد منافذ للخروج".

وفي أعقاب سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة منتصف يونيو/ حزيران 2007، أقدمت إسرائيل على إغلاق 4 معابر تجارية، والإبقاء على معبرين فقط، هما معبر "كرم أبو سالم"، كمنفذ تجاري، ومعبر بيت حانون (إيريز) كمنفذ للأفراد.


المساهمون