"مصيف الكتاب": القراءة كمشروع جماعي

03 يوليو 2019
(طفل أمام غرافيتي لأينشتاين في تونس، تصوير: فتحي بلعيد)
+ الخط -

أثّرت الاحتجاجات التي شهدتها مدن عربية عديدة عام 2011 على الثقافة كممارسة يجب أن تنفتح على الناس وأن لا تأخذ طابعاً نخبوياً، وأن ترتبط مضامينهم بواقعهم وقضاياهم الراهنة، وانعكس ذلك على طبيعة التظاهرات التي تأسّست لاحقاً.

وتولّدت حساسية مختلفة تجاه القراءة عبر عدّة مبادرات أهلية سعت بشكل أساسي إلى الخروج من الفضاءات التقليدية ممثلة بالمكتبة، حيث برز قراء جدد ضمن مساحات مفتوحة للنقاش حول الكتب ساهم في ظهورها وسائط التواصل الاجتماعي التي ألّفت بين أفراد يتعارفون وينخرطون في حراك ثقافي خارج الأطر الرسمية.

يعود إنشاء تظاهرة "مصيف الكتاب" في تونس إلى تسعينيات القرن الماضي، لكنها شهدت تجديداً في رؤيتها وأهدافها، وزخماً أكبر في المشاركة، خلال السنوات الماضي، وهي تقام العام الحالي في كلمل مناطق تونس طيلة الشهرين الجاري والمقبل.

تحت شعار "كتابي ملاذي في عطلتي" تنطلق فعاليات الدورة السابعة والعشرين في إطار البرنامج السنوي للترغيب في المطالعة، وتهدف إلى "الخروج بالكتاب خارج جدران المكتبات العمومية، وتركيز فضاءات للترغيب في المطالعة والأنشطة التربوية التثقيفية على طول الشريط الساحلي وفي الحدائق العموميّة والواحات والغابات ومراكز الإصطياف والمنتزهات العائلية تؤمنها الإطارات المكتبية"، بحسب بيان المنظّمين.

التظاهرة التي تنظّم بالتعاون بين إدارة المطالعة العمومية والمكتبات الجهوية تشمل على مجموعة من الأنشطة مثل ورشات في الكتابة والترجمة الأدبية، وورشات في الرسم، وورشات في الخط العربي، وورشات الغرافيتي، وعروض الفداوي (الحكواتي)، وعروض مسرحية وموسيقية.

يُختتم "مصيف الكتاب" في احتفالية تنظّم في مدينة بنزرت في الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل، وتتوّجه فعالياتها بشكل رئيس إلى الطلبة من خلال التنسيق بين المدارس في كل منطقة يجري خلالها افتتاح معرض للكتاب يضمّ أحدث الإصدارات، وإطلاق حملة المطالعة عبر ورشات تساهم في طرح التساؤلات حول: ماذا نقرأ، وكيف نقرأ، ولماذا نقرأ؟

إلى جانب ذلك، يعقد المنظّمون في كل ولاية محاضرات توعية في مجالات متعدّدة كالصحة والبيئة والتعليم والعمل الاجتماعي وغيرها، وتناقش خلالها العديد من المشاكل الراهنة.

المساهمون