نشرت شركة الطيران الوطنية المصرية "مصر للطيران" إعلاناً أرفقته بخريطة مصر بعد حذف منطقة "مثلث حلايب وشلاتين" منها، وضمها لدولة السودان، بخلاف خريطة مصر.
ونشرت "مصر للطيران" مطلع الأسبوع الجاري، صورة متحركة بصيغة "جي آي إف" تظهر فيها خريطة بدول العالم وتتحرك فوقها طائرة للشركة، وأرفقتها بنصٍّ بالإنكليزية "أوقف الصورة المتحركة، وأخبرنا عن وجهتك التالية مع مصر للطيران".
وفي الخريطة التي نشرتها الشركة على صفحتها على "فيسبوك" وحسابها على "تويتر" تظهر حدود الدولة المصرية بلا مثلث حلايب وشلاتين جنوبي البلاد.
يأتي الإعلان الترويجي في وقتٍ تشهد فيه قضية "حلايب وشلاتين" تصعيداً بين الجانبين السوداني والمصري.
وفي 17 يناير/كانون الثاني الماضي، جدّد السودان شكواه لدى مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمنطقة "حلايب وشلاتين"، إذ طلبت الحكومة السودانية من بعثتها لدى الأمم المتحدة إبقاء شكوى السودان بمجلس الأمن المتعلقة بحدودها مع مصر قيد النظر.
في المقابل، ردّت الخارجية المصرية بإصدار بيان قالت فيه إن "حلايب وشلاتين أراضٍ مصرية، وتخضع للسيادة المصرية".
ورفضت مصر في إبريل/نيسان من العام الماضي طلب السودان التفاوض المباشر بشأن المنطقة المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود.
ولوّح السودان باللجوء إلى التحكيم الدولي، في حين أن مصر لم تعلن في أي وقت الموافقة عليه بشأن حلايب وشلاتين، وذلك بعد أيام من إعلان الحكومة المصرية توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية أقرّت من خلالها القاهرة بأحقية الرياض في جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر.
يذكر أن مثلث حلايب وشلاتين موضع نزاع بين مصر والسودان منذ عام 1956، وظلت المنطقة مفتوحة أمام حركة التجارة والأفراد من دون قيود من أي طرف حتى عام 1995 حين دخلها الجيش المصري وفرض سيطرته عليها.
ومثلث حلايب وشلاتين يقع على الحدود الرسمية بين مصر والسودان على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر، بمساحة إجمالية تُقدر بنحو 20.580 كيلومتراً مربعاً، وتتبع حلايب وشلاتين مصر سياسيا وإداريا، لكن الخرطوم تقول إنها أرض سودانية، وهو ما ترفضه القاهرة.
وتوجد في مثلث حلايب وشلاتين ثلاث بلدات كبرى هي: حلايب وأبو رماد وشلاتين.
وسبق أن تكرر نشْر خريطة مصر من دون "حلايب وشلاتين" في مناهج الجغرافيا بالصف الثاني الثانوي، في عام 2016، كما سبق أن ضبطت شرطة الموانئ المصرية في 11 سبتمبر/أيلول 2013 حاويتين لأدوات مكتبية بهما "1230 خريطة على شكل الكرة الأرضية توضح الحد الجنوبي لجمهورية مصر العربية بدون مثلث حلايب وشلاتين"، وهي الخريطة نفسها التي نشرتها شركة الطيران الوطنية.
وتنشر الأمم المتحدة على موقعها الرسمي منذ مارس/آذار 2012 خريطة لمصر بدون "حلايب وشلاتين" تحمل رقم 3795 (المراجعة الثالثة)، وخريطة أخرى للسودان رقم 4458 (المراجعة الثانية) تضم المنطقتين للسيادة السودانية.