"آلو... أيوه يا أحمد... بقولك إيه.. التسريبات أثرت في أنصاف الدول.. وشكل الرز بتاعهم هيتقطع.. طب بقولك إيه ما تيجي نلمّ فنانينا اللي بيحبوهم ونعمل أوبريت نتحايل عليهم يرجعوا تاني.. والفلوس اللي زي الرز ترجع تاني.. بتكتب يا أحمد". هكذا تخيّل أحد الناشطين الحوار الذي دار بين اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي والمتحدث العسكري السابق، أثناء التحضير لأوبريت "مصر قريبة"، والذي بغضّ النظر عن مستواه الفني الجيد، أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس الخميس.
[اقرأ أيضاً: "مصر قريبة": الترويج للسياحة... أي سياحة؟]
ومارس المصريون هوايتهم المفضلة في الانقسام حول رؤيتهم لأي شيء، كما أصبح حال المحروسة المنقسمة "إحنا شعب.. وإنتوا شعب" كما عبّر المطرب علي الحجار في إحدى أغانيه.
فشعب النظام هلّل ومجّد وطبّل للعمل، ورآه عودة لمصر "اللي قد الدنيا" من وجهة نظرهم، وشعب المعارضة، رآه شحاتة "للرز الخليجي" وتراجعاً لدور مصر المتراجع أصلاً. بل وصل ببعضهم لرؤيته يحمل إشارات غير أخلاقية، تصل إلى حد الترويج للدعارة السياحية من وجهة نظرهم.
وانتشر هاشتاج "#مصر_قريبة" الذي يحمل اسم الأوبريت، ويحمل تغريدات كلا الطرفين ووجهتي النظر، ليحتل قمة الترند سريعاً.
وكانت أغلب ردود فعل المغردين الخليجيين منتقدة للأوبريت. وعلق أحدهم: "شحاتة رخيصة، أباهم الذي في المخابرات غيّر شوية مش كل ما تتزنق تجيبلي مدّعي الفن يعملولنا المسخرة دي، جدد". وسخر آخر: "آبي أغير المحفظة وأجيب شوال عشان الرز"، وتساءل ثالث: "طالما العروبة نقحت عليكم، فين السوريين والعراقيين".
ولفت أغلب الناشطين للتفرقة الواضحة في الأوبريت، والاهتمام الواضح بالسائح الخليجي، والترحيب المبالغ فيه، في الوقت الذي تهمل باقي الجنسيات كالسورية والفلسطينية في مصر. فعلق الإعلامي عبد العزيز مجاهد: "أليست مصر قريبة أيضاً من السائح السوداني والتونسي والمغربي والشامي، أم أن مصر ليست قريبة إلا من أصحاب الرز!"، في حين سخر مغرد آخر: "مصر قريبة مصر تتسول، يا حزني عليكي يا مصر".
وعن النجمات اللواتي ظهرن في أبهى حلة في الأوبريت، سخر يوسف حسيني، صاحب برنامج "جو تيوب" من الفنانة أنغام التي ترتدي ملابس سهرة على كوبري أكتوبر في العمل، وقال: "حضرتك لو فيه واحدة في مصر مشيت بفستان أنغام اللي في كليب مصر قريبة على كوبري أكتوبر.. هتطلع منه حامل في الشهر الرابع". وعن غادة عادل التي ظهرت في دور بائعة ورد في الشارع قال: "لو بيّاعة الورد في مصر فعلاً شبه غادة عادل في كليب مصر قريبة.. يبقى اللي حصل في 30 يونيو/حزيران ثورة واحنا اللي بننكر". وسخر الحساب الساخر الذي يحمل اسم السيسي، وقال: "كدا أي واحدة خليجية اتفرجت علی كليب مصر قريبة لو جوزها قالها إنه مسافر مصر مش بعيد تقتله".
ولم تغِب الأزمات التي يعاني منها المواطن المصري، كأنبوبة البوتاجاز وانقطاع الكهرباء وغيرها عن التعليقات، فوجّه الناشط أحمد العريني تعليقه مخاطباً السائح الخليجي: "بس اللي يتهور وييجي عندنا يجيب معاه أنبوبته وكهربته.. الشعب عازمكم على لحمه، بس الرز عليكم". ولم ينس عمر جابر التسريبات وربطها بالأوبريت قائلاً: "الدولة العبيطة عاملة أوبريت للخليج، وطبعاً دا للاعتذار عن التسريب المسيء للخليج، واعتراف بصحة التسريب، وأهو نلمّ بيه شوية رز وكده".
مؤيدو السيسي، رأوا في العمل العكس تماماً، فقالت إحدى الناشطات: "مصر قريبة.. الأوبريت خلاني أدمّع بالمناسبة، حقي أفخر ببلدي.. رجعت وقفت على رجلها رغم كل ما يحاك لها.. اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم". وانتقدت ناشطة أخرى مهاجمي العمل وقالت: "مصر قريبة دي أغنية تجنن، بس الناس اللي بتحب تظيط دي ماسكين ف صورة واحدة وعمّالين يلعنوا في أم الأغنية عشان مخهم ده بيفهم أي حاجة بمنظور قذر".