"مسيرة الجمهورية" الفرنسية تعيد إشعال التوتر التركي-الإسرائيلي

17 يناير 2015
أردوغان اتهم نتنياهو بممارسة إرهاب الدولة (فرانس برس)
+ الخط -

عادت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى التوتر مرة أخرى بعد أن وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات شديدة إلى مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مسيرة الجمهورية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس للتنديد بالإرهاب والتضامن مع ضحايا مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة.

أردوغان، وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، الذي أجرى زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، تساءل "كيف تنظرون إلى شخص يمارس إرهاب دولة قتلت ألفين وخمسمائة شخص في غزة، ويلوح بيده وكأن الناس تنتظر قدومه بحماس؟".

كما لم يتردد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بتشبيه نتنياهو بأولئك الذين نفذوا اعتداءات باريس، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة البلجيكية بروكسل قبل يومين، إذ قال "إن نتنياهو رئيس لحكومة ذبحت أطفالاً يلعبون على شواطئ غزة عبر القصف الجوي الذي دمّر آلاف المنازل، والذي جعل من قتل الفلسطينيين أمراً روتينياً اعتيادياً في جميع المناسبات، وهو أيضاً رئيس الحكومة التي قتلت مواطنينا على متن سفينة المساعدات الإنسانية في المياه الدولية، وارتكبت جرائم ضد الإنسانية تماماً مثل أولئك الإرهابيين الذين نفذوا مجزرة باريس، الأمر الذي لا يمكننا التنّكر له".

ولاقت التصريحات التركية رداً من نتنياهو، الذي قال خلال الزيارة التي قام بها ممثلون عن أيباك اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل: "أعتقد بأنه على المجتمع الدولي التنصّل من التصريحات المشينة، لأن الحرب على الإرهاب لن تنجح إن لم تكن تُقاد بوضوح أخلاقي".

وبدا موقف رئيس الحكومة الإسرائيلي واضحاً في تصريحاته التي استنكرت عدم قيام أي من قيادات العالم بالدفاع عن موقف إسرائيل، إذ قال: "لم أسمع حتى الآن أياً من قيادات العالم قام باستنكار تصريحات أردوغان الذي قال إنه لم يكن على إسرائيل أن تُمثَّل في مسيرة باريس بحجة أنها قامت برد الفعل المناسب لحماية مواطنيها ضد آلاف الصواريخ التي كانت تتساقط على مدننا من إرهابيي حماس"، موجّهاً تهمة معاداة السامية للرئيس التركي.

لم تصمت أنقرة على تصريحات نتنياهو، فقام المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالن، بإصدار بيان انتقد فيه نتنياهو، مشيراً إلى نتائج الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي والذي أدى إلى سقوط أكثر من 2500 قتيل فلسطيني.

وقال كالن: "بينما كانت المأساة الإنسانية واضحة، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بحضور المسيرة التي جرت في باريس مستغلاً إياها لأهدافه السياسية، مما شكّل إساءة لذكرى المدنيين الذين قُتلوا في غزة ورغبة في تقديم عرض سياسي بائس أمام المجتمع الدولي، ولذلك فإننا نعتبر تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي التي استنكرت خطاب رئيسنا في 14 يناير/كانون الثاني محاولة للتغطية على الجرائم التي ارتكبها في غزة، والتي كانت عاراً على الإنسانية ".

ودان كالن استخدام نتنياهو لمصطلح الإرهاب الإسلامي، مستنكراً تهمة معاداة السامية، قائلاً "إن استخدام نتنياهو لهجمات باريس ومسيرة مكافحة الإرهاب لأهدافه السياسية الخاصة يبعث على الأسى ويجب أن يُدان من قبل الجميع"، مضيفاً: "يتعين على الحكومة الإسرائيلية وقف سياساتها العدوانية والعنصرية وتَعلّم احترام حقوق الفلسطينيين بدلاً من مهاجمة الآخرين من خلال الاختباء وراء معاداة السامية".

وكالعادة لم تتأخر الإدارة الأميركية بإعلان دعمها لنتنياهو، فقد أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف بأنها "لا تتفق بشدة مع كلمات أردوغان بعد أن اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بالنفاق"، ليرد المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلغيج على تعليق هارف، معرباً عن أسفه لهذا التعليق، ومؤكداً أن نتنياهو تجاهل القانون الدولي بمجازره في غزة، مضيفاً: "بدلاً من أن تعلّق هارف على تصريحات أردوغان، كان عليها أن تعلّق على الأفعال الإسرائيلية".

المساهمون