يتابع الفنان المصري المعاصر أحمد الشاعري اشتغاله على فكرة العبور والانتقال، من خلال معرضه الذي ينطلق يوم غدٍ الأحد في غاليري "مدرار" في القاهرة، ويتواصل حتى الأول من شباط/ فبراير المقبل.
المعرض يحمل عنوان "مساحات هجينة" وهو متعدد الوسائط، حيث يستخدم فيه الفنان الفوتوغرافيا، والفيديو، وألعاب الفيديو، ويبدو كما لو كان استكمالاً لمشروعه الذي عُرض العام الماضي في مدينة ليون الفرنسية بعنوان "عبور".
العلاقة بين الافتراضي والواقعي والانتقال بينهما، لطالما كانت موضوعاً في أعمال الشاعري (1981) السابقة، مع إهتمام خاص بالتقنيات الرقمية، فأعمال الفيديو لديه تجمع بين الماشينما، واللقطات المخزونة، والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد والأصوات التجريبية.
في "مساحات هجينة" يفكّك الفنان الفضاء الجديد الذي أصبح متاحاً للرحلات والتجول للإنسان المعاصر، من خلال بناء عالم كامل في لعبة افتراضية والانتقال إليه بأدوات التكنولوجيا والإنترنت.
يقوم المشروع على التجول في مساحات واقعية هجينة ولكن بأدوات افتراضية، كأنك تدخل إلى لعبة فيديو، حيث يزور الفنان في هذا العمل مخيم "كاليه" للاجئين شمال فرنسا، و"موقع سور الأطلسي" في دونكيرك الذي بناه هتلر.
يقول الشاعري في حديث لـ "العربي الجديد" إن معرض ليون تضمن عرض فيلم "عبور المشهد"، هو جزء من المشروع الأكبر الذي سيفتتح في "مدرار". ويوضح "فكرة المساحات الهجينة وما هو واقعي وما هو افتراضي بحث أعمل عليه منذ مدة بسبب اهتمامي بالحياة الافتراضية من خلال ألعاب الفيديو التي أنشأت في آخر جيلين ثقافة أصبحت جزءاً من الثقافة البصرية والسمعية وأصبحت طريقة تفكير وأسلوب، وبناء عليه أصبحت جزءاً واقعياً من تراثنا الإنساني".
من جهة أخرى، يضيف الشاعري "أما الجزء الخاص بالمساحات الهجينة في الواقع أو الافتراضي وما بينهما فقد كنت أحاول أن أعرف إن كان هناك مساحات جديدة في الواقع بحاجة إلى اكتشاف، لأن القراءات الفلسفية والأدبية تقول لم يعد على الأرض مكان لم يكتشف، وبناء عليه تحدث بعض الفلاسفة عن ألعاب الفيديو بوصفها مساحات تخضع لاكتشاف الفرد من خلال الحياة الافتراضية داخل العالم السيبيري".
يتابع الشاعري "ماذا لو نظرنا إلى الواقع ووجدنا أماكن تأخذ الشكل الافتراضي من حيث أنها هجينة على المكان الذي تقام فيه، من هنا بدأت في البحث عن أماكن أخذت هذا الشكل، ومنها معسكر كاليه الذي أنشئ من العدم لمجموعة لاجئين في الغابات من دون دعم حكومي مباشر وظل لفترة ثم انتهى وجوده، المكان هجين ومختلف ويشبه من حيث البنية الأماكن التي يتم بناؤها في ألعاب الفيديو، حيث تؤخذ أرض ويبنى عليها مكان غير حقيقي ينتهي حين أغلق اللعبة أو ألغيها من الكمبيوتر".
يكمل "الصورة بالنسبة إلي هي البحث عن مساحات هجينة وأماكن في الواقع أخذت شكل الهجين الافتراضي، وأماكن في الافتراضي أخذت شكل الهجين الواقعي وهكذا، وسجلت هذا من خلال التصوير والفيديو والألعاب التفاعلية التي يمكن للجمهور أن يلعبها داخل المعرض، ويمكن من خلالها التفاعل مع عناصر من البيئات الهجينة التي شاهدتها في الواقع".