تحدث محمد صلاح سلطان، الذي يعد صاحب أطول إضراب عن الطعام في السجون المصرية، أثناء جلسة محاكمته، اليوم، مؤكدا أنه تعرض لأشكال عديدة من التعذيب والانتهاكات البدنية والمعنوية داخل محبسه، مما أرغمه على الدخول في إضراب عن الطعام.
وتساءل سلطان، الذي تجاوزت مدة إضرابه الـ 400 يوم: "لا أعلم لماذا يتم التعامل بذلك الظلم والعنف مع الشباب، فالظلم والعنف لن يولدا سوى العنف، وأود أن أشير إلى أن شباب الوطن هم مستقبله، وأنا محبوس نتيجة الظروف السياسية التي تشهدها البلاد".
وتابع "أصعب شيء تعرضت له، هو الاختيار ما بين الحرية وجنسيتي المصرية، فقد عُرض علي إخلاء سبيلي فوراً إذا تنازلت عن الجنسية المصرية، وأنا من المستحيل أن أتنازل عن جنسيتي المصرية مقابل الحرية، حتى لو قضيت عمري كله في السجن".
ويحاكم سلطان في القضية المعروفة إعلاميّاً بـ"غرفة عمليات رابعة"، مع 50 من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم المرشد العام للجماعة، الدكتور محمد بديع.
محمد سلطان
ومحمد سلطان، شاب مصري يبلغ من العمر 26 عاماً ويحمل الجنسيّة الأميركيّة، وهو نجل الدكتور صلاح سلطان، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة في مصر، والمعتقل حالياً.
وحصل محمد على شهادة البكالوريوس في العلوم الاقتصاديّة من جامعة ولاية أوهايو، وكان يعمل مديراً للتطوير المؤسسي في شركة خدمات بتروليّة، وقد عاد إلى مصر خلال ثورة 25 يناير 2011، ليشارك آلاف الشباب المصريين حلمهم في الحياة في وطن حر يحترم كرامتهم ويصون إنسانيتهم. شارك محمد في اعتصام رابعة العدوية، رافضاً انقضاض الجيش على حرية الشعب في اختيار حاكمه، وأصيب في ذراعه برصاصة أثناء فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013.
اعتقل محمد في 25 أغسطس 2013 من منزله، بعد مداهمة السلطات المصريّة له بحثاً عن والده، ثم استخرجت مذكرة اعتقال في 27 من الشهر ذاته، بعد يومَين من حبسه، وتم نقل محمد أثناء التحقيقات إلى خمسة سجون ومراكز شرطة مختلفة، في أثناء ذلك تم تعذيبه وعصب عينيه مرات عديدة.
وكانت المحكمة أجلت محاكمة المتهمين في القضية، التي وجهت لهم فيها تهمة "إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات التنظيم، بهدف مواجهة الدولة عقب مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة" إلى جلسة 16 مارس/آذار الجاري، لاستكمال مرافعة هيئة الدفاع عن المتهمين.
اقرأ أيضاً:
محمد صلاح سلطان.. الحرية مقابل الجنسية
سيف الدولة لـ"الأمعاء الخاوية": أوقفوا الإضراب.. الثورة تحتاجكم