وتحدّثت عدة مصادر متطابقة من الغوطة الشرقية، مع "العربي الجديد"، اليوم الخميس، عن ارتفاع حصيلة الضحايا، بعد انتشال عالقين من تحت الأنقاض، وقضاء عدد من المصابين متأثرين بجروحهم الخطيرة، فضلاً عن استمرار القصف من قوات النظام، على أنحاء مختلفة من المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أنّ الحصيلة بلغت ثمانين قتيلاً، حيث ارتفع عدد الضحايا في مدينة سقبا وحدها إلى 24 قتيلاً، بعد انتشال ضحايا من تحت الأنقاض، مرجّحة ارتفاع الحصيلة.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني في ريف دمشق سراج محمود، لـ"العربي الجديد"، إنّ غارات استهدفت بلدة حزة، أدّت إلى مقتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى وفاة مصاب متأثراً بجراحه في مدينة دوما.
وقُتل 112 مدنياً، الثلاثاء، نتيجة القصف المكثف المتواصل بمختلف أنواع الأسلحة لقوات النظام على مدن وبلدات عدة بالغوطة الشرقية.
وأوضح محمود، أنّ القصف أسفر عن إصابة مئات المدنيين، ولاحقتهم القذائف إلى المستشفيات والنقاط الطبية، التي أُسعفوا إليها.
كما أشار إلى أنّ شعبة الهلال الأحمر العربي السوري، في مدينة حرستا، خرجت من الخدمة نتيجة القصف الجوي والصاروخي، كما خرج مستشفى اليمان، ومركز طبي في بلدة مديرا من الخدمة أيضاً، نتيجة القصف.
الدفاع المدني السوري في ريف دمشقWednesday, 21 February 2018" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وقال الطبيب أحمد بقاعي، لـ"العربي الجديد"، إنه استقبل أكثر من أربعين جريحاً، بينهم حالات خطرة في المستشفى ببلدة كفربطنا، مضيفاً "أعجز عن وصف الحال هنا، فلا كلمات يمكن أن تصف ما يفعله النظام بالغوطة".
وأبدى الطبيب تخوّف الكادر الطبي من حدوث كارثة، في حال تعرّض المستشفى للقصف، مشيراً إلى أنّ طيران النظام، يتعمّد استهداف المستشفيات بالصواريخ الارتجاجية التي تخترق الملاجئ.
ومنذ بدء حملة قصف النظام السوري وروسيا على الغوطة الشرقية، خرج 22 مركزاً طبياً من الخدمة بشكل كامل، جرّاء استهدافها مباشرة بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
قصف لا يتوقف
واستأنفت قوات النظام السوري، منذ وقت مبكر صباح اليوم الخميس، القصف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وسط استمرار حشد قواتها بمحيط المنطقة.
وقال الناشط الميداني حازم الشامي، إنّ "قوات النظام لم تتوقّف عن قصف الغوطة، بعد منتصف الليل، واستأنفت عملياتها، منذ الصباح، بقصفها بالراجمات والمدفعية بشكل عنيف".
وتحدّثت مصادر محلية، عن استقدام النظام السوري، المزيد من التعزيزات العسكرية إلى النقاط الشمالية الشرقية، في محيط الغوطة الشرقية.
كما تحدّثت مصادر موالية للنظام السوري، عن اختفاء مجموعة عناصر من المليشيات التابعة للنظام مع سلاحهم، في أحد محاور الغوطة الشرقية.
وأضافت أنّ المجموعة هي من أبناء وادي بردى في غرب دمشق، ممن كانوا يقاتلون سابقاً بصفوف "الجيش السوري الحر"، وأجروا مصالحاتٍ مع النظام ثم تم الزجّ بهم على جبهات الغوطة.
من جهته، نفى "جيش الإسلام" اليوم، وجود أي مفاوضات مع روسيا، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، بشأن الوضع في الغوطة.
وقال رئيس المكتب السياسي في "جيش الإسلام"، محمد علوش، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "كلام روسيا غير صحيح، ولا توجد أي مفاوضات أصلاً".
وحول ما قيل عن دور وساطة تقوم به مصر ورئيس "تيار الغد" أحمد الجربا، أكد علوش أن "لا دور لأحد"، متهماً "روسيا وأميركا والأمم المتحدة وجميع الدول، بإعطاء ضوء أخضر لاقتحام الغوطة". وشدد على أنه حينما يقول "جميع الدول" فهو "لا يستثني أحداً، وهم لم يتحركوا لدعم المدنيين، وإغاثتهم، ولا نسمع لهم حتى تصريحا. كلهم باعوا دماء الغوطة، والغوطة ستفشل مخططهم بإذن الله".
وحول التوقعات بأن يقوم النظام بعملية برّية عقب حملة القصف، قال علوش إن "محاولات الاقتحام لم تتوقف منذ شهر إلى الآن، وكلها فاشلة، ولذلك فهو يستخدم قصف المدنيين وضرب المستشفيات والطواقم الخدمية للإسعاف والدفاع المدني وغيرها".
وكان "المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية"، والذي يديره الجيش الروسي، قال في بيان مساء الأربعاء، إن "المحادثات مع المسلحين الرامية لإنهاء العنف في الغوطة الشرقية قد انهارت، بسبب تجاهلهم للدعوات بوقف المقاومة وإلقاء السلاح"، متهماً الفصائل بـ"منع المدنيين من مغادرة الغوطة".
تحرّكات لوقف المجازر
وعلى صعيد التحركات، قالت نائبة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سلوى أكسوي، أمس الأربعاء، إنّ هناك تحركاً إقليمياً ودولياً واسعاً من قبل الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض السورية، لوقف المجازر اليومية بحق المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأضافت، أنّ الائتلاف الوطني، حذّر في رسالته، من أنّ استمرار المجازر هو بقصد القضاء على العملية السياسية ودفنها، داعياً الأمم المتحدة لتفعيل القرارات الدولية، وعلى رأسها القراران 2254 و2139، والإسراع في وقف القصف وإدخال المساعدات الإنسانية.