تجمّع مئات الفنانين الإيرانيين أمام مبنى "متحف الفن المعاصر" الواقع في منطقة "فاطمي" غربي العاصمة طهران، احتجاجاً على الأنباء التي جرى تداولها مؤخراً، والتي أفادت أن هذا المتحف سيصبح ملكية خاصة لمؤسسة "رودكي"؛ إحدى المؤسسات الثقافية الإيرانية المعروفة.
وقّع الحاضرون من الفنانين وطلاب كليّات الفنون الجميلة على عريضة احتجاجية على هذا القرار، طالبوا فيها بعدم خصخصة متحف عمومي مهم وتاريخي كهذا، ولا سيما أن فيه مجموعة فنية وطنية نادرة كما قالوا.
وألقت رئيسة "نقابة الرسامين الإيرانيين"، فريبا مظفري، كلمة خلال الاحتجاج، طالبت فيها المسؤولين في وزارة الثقافة الإيرانية والمعنيين في الحكومة باتّخاذ قرار مناسب يتعلّق بالمتحف.
من جهته، قال مدير المتحف، مجيد ملانوروزي، إن احتجاجات من هذا النوع وتركيز وسائل الإعلام عليها وعلى الانتقادات التي طالت قرار خصخصة المتحف تساعد على العدول عنه، وعلى حفظ هذا المكان الذي يحتفظ بمقتنيات فنية فريدة إيرانية وعالمية.
وأكد ملانوروزي إن الحديث يدور عن ضمّ دور عرض ومتاحف أخرى إلى "مؤسسة رودكي" نفسها، قائلاً إنه كتب رسالة رسمية للمعنيين اعتبر فيها أنّ هذا القرار غير قابل للتطبيق من الأساس.
تبلغ مساحة "متحف الفن المعاصر"، الذي تمّ تأسيسه عام 1977، 8500 متر مربع، حيث صمّم بناءه كامران ديبا، شقيق فرح ديبا زوجة الشاه البهلوي الإيراني الذي كان يحكم البلاد قبل انتصار "الثورة الإسلامية" عام 1979.
عمل الفنانون في تلك المرحلة، فضلاً عن البلاط الملكي، على شراء لوحات فنية عالمية لوضعها فيه، لكن قيام الثورة، ودخول البلاد في مرحلة اضطراب سياسي، ومن بعدها خوض الحرب العراقية الإيرانية لمدة ثماني سنوات، كلها أمور جعلت مكانة هذا المتحف في تراجع، حيث قلّ اهتمام الفنانين وحتى المواطنين به.
خلال حكم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، تم إنعاش المتحف من جديد، وعرضت مجموعته النادرة على العلن، وهي المجموعة التي تخرج من قبو المكان مرة كل فترة، إذ يحتوي المتحف على 400 عمل فني، تقدّر قيمتها بـ 2.5 مليار دولار، ومنها أعمال لبابلو بيكاسو ورينوار ووارهول.