"ماغنوس صلاح"... علم الفيزياء يُفسر كل شيء

13 أكتوبر 2018
صلاح سجل من ركلة ركنية بطريقة رائعة (العربي الجديد)
+ الخط -
في الثالث من شهر يونيو/ حزيران 1997، سجل المدافع البرازيلي روبيرتو كارلوس أحد أهم الأهداف في كرة القدم وكان ذلك في مرمى المنتخب الفرنسي. تقدم كارلوس وسدد ركلة حرة من مسافة بعيدة لتصنع الكرة التفافاً على شكل "موزة"، بطريقة حيرت الجماهير وعلماء الفيزياء آنذاك. لكن هذا الهدف تم تحليله بعد ذلك علمياً وتم ربطه بقانون يُعرف بـ"تأثير ماغنوس".


"تأثير ماغنوس" وركلة صلاح
بغض النظر عن مقارنة قوة تسديدات روبيرتو كارلوس بتسديدات المصري محمد صلاح، بحسب نيوتون في قانون الحركة الأول، يتحرك الشيء في الاتجاه نفسه والسرعة نفسها إلى حين تعرضه لقوة خارجة عنه. وهنا يأتي السؤال، ما الذي يجعل كرة كارلوس تنحرف بالطريقة التي شاهدها العالم، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الركلة الركنية التي سددها صلاح أمس؟

الفكرة تتعلق بعملية الدوران أولاً وأخيراً. ففي بداية الأمر ترسم الكرة طريقاً مستقيماً عند التسديد، وتتعرض الكرة لضغط الهواء على الجانبين في الوقت نفسه. وبالنسبة للفيزياء، فإن الهواء يسير عكس اتجاه الكرة في جانب، بينما يسير في الاتجاه نفسه في الجانب الآخر منها، وتحديداً خلال مرحلة الدوران، وهو الأمر الذي يخلق منطقة تُعرف بالضغط المنخفض.

هذه الظاهرة تدفع الكرة دائماً للتوجه نحو المنطقة الأقل ضغطاً، التي تُعرف اليوم بنظرية "تأثير ماغنوم" أو "Magnus Effect". ولتبسيط شرح النظرية دون تعقيدات، دوران الكرة يخلق ضغطاً معاكساً للاتجاه الأساسي (مستقيم)، وفي النهاية تذهب الكرة في اتجاه الدوران لا الاتجاه الأساسي.

من كارلوس إلى صلاح
من ركلة روبيرتو كارلوس "المستحيلة" وصولاً إلى هدف محمد صلاح، هناك الكثير من اللاعبين الذين سجلوا أهدافاً من ركلات ركنية، والهدف من ركلة ركنية يحتاج دائماً إلى عناصر تندرج في إطار علم الفيزياء (القوة، السرعة، الدوران)، مع استغلال لسوء تمركز المدافعين وحارس المرمى.

سجل صلاح الهدف الرابع للمنتخب المصري في مرمى سوازيلاند ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2019، هدفاً رائعاً من ركلة ركنية، وانضم إلى قائمة طويلة من النجوم والأساطير الذين سجلوا من ركلة ركنية. التسجيل من زاوية صعبة على خط مستقيم يحتاج إلى نظرة ثاقبة نحو الثغرة التي يتركها حارس المرمى قبل التسديد، بالإضافة لاستعمال القوة والدوران.


وفي تشريح لصورة الهدف، سدد صلاح الركلة الركنية من أقصى الزاوية بقدمه اليُسرى، جسده كان مائلاً نحو اليمين، الأمر الذي منحه فرصة لرسم انحناء مُميز للكرة نحو الداخل. ارتكب منتخب سوازيلاند خطأً في التمركز، عبر ترك القائم الأول دون لاعب ففتح الثغرة الأولى أمام صلاح.

أما الثغرة الثانية فتمثلت بتقدم الحارس نحو الأمام قليلاً وإغفاله عدم وجود لاعب مساند على القائم الأول. استغل صلاح هاتين الثغرتين بأفضل طريقة ممكنة وسدد كرة قوية صنعت دوراناً سريعاً (تأثير ماغنوس) وخدعت حارس المرمى، ليُساهم في فوز منتخب "الفراعنة" في اللقاء بأربعة أهداف نظيفة.
المساهمون