عشّاق رياضة المشي في الطبيعة في الأردن باتوا لا يلتفتون إلى الطبيعة والإرث التاريخي والحضاري فقط، بل أيضاً إلى النفايات المتراكمة التي تُفقد الأماكن جماليّتها. يقول نادر المناصير: "حين بدأت رياضة المشي في الطبيعة قبل أكثر من ثلاث سنوات، اكتشفت أنّ الأردن يتمتع بطبيعة خلابة وإرث تاريخي عظيم. للأسف، لاحظت أيضاً أنّ النفايات تنتشر في كلّ مكان". لذلك، قرّر أن يفعل شيئاً.
في بداية الشهر الجاري، أطلق م، التي تجمع بين رياضة المشي والمسؤولية البيئية، واختار لها شعار "لنُنَظّف أثناءَ تِجوالنا". محبّو الرياضة تحمّسوا للمبادرة، وكذلك الجهات الرسمية والأهلية. يقول: "فوجئت بحجم التفاعل، ربّما لأن الغالبية مستاءة من انتشار النفايات في الأماكن الطبيعية والتاريخية. لكنّهم كانوا ينتظرون ما يحفزهم على البدء في تنظيفها".
تختار المبادرة أيام الجمعة لتنفيذ أنشطتها. وحتى الآن، نفذت ثلاث رحلات بيئية، شارك فيها عشرات الرياضيين والناشطين البيئيين، إضافة إلى ممثّلين عن المجتمع المحلي وجهات رسمية وأهلية. ولم تقتصر المشاركة على الأردنيين، بل جذبت عشرات الأوروبيين والأميركيين المقيمين في المملكة. ويبيّن أن مشاركة أشخاص من جنسيات مختلفة أثرت المبادرة "في البداية، كنا نذهب إلى التجول بهدف ممارسة الرياضة والاستمتاع، ثم أضفنا إليهما التنظيف. كما بات هناك هدف جديد يتمثل في تبادل الخبرات بين المشاركين، ومثّلت المبادرة فرصة للتعارف".
اقــرأ أيضاً
يوم الجمعة الماضي، وقع الاختيار على غابات "قرية زي" الجبلية التابعة لمحافظة البلقاء الأردنية، والتي تعدّ مقصداً للتنزه، نظراً لكثافة أشجار الصنوبر والسنديان المعمرة فيها. يحكي رئيس بلدية زي إبراهيم العواملة، عن التحديات الصعبة، قائلاً إن "مشكلة النفايات كبيرة ومقلقة. ننفذ حملات تنظيف وتوعية بشكل دائم، لكن لم نتمكّن حتى الآن من القضاء على المشكلة".
وبحسب البلدية، يتم رفع سبعة أطنان من النفايات يومياً، ويرتفع الرقم في عطلة نهاية الأسبوع إلى 14 طنا. يوضح العواملة أن هذه الزيادة هي نتيجة ترك المتنزهين نفاياتهم عند المغادرة، موضحاً أن كميات كبيرة تترك بين الأشجار بسبب وعورة المكان ونقص كادر النظافة.
أسيل أبو هزيم، إضافة إلى 60 آخرين، شاركت في المبادرة، هي التي تزور الغابات للمرة الأولى على الرغم من أنها تسكن على بعد كيلومترات قليلة منها. تقول إنها "جميلة جداً، وإنه لأمر محزن أن تتحوّل إلى مكب للنفايات نتيجة عبث البعض وعدم التزامهم بالبيئة". وترى أن "الحل يكمن في توعية محبّي التنزه حول ضرورة تنظيف المكان قبل المغادرة، حتى يستمتع فيه الآخرون".
وفي وقت تؤكّد أنها تحرص على تنظيف المكان بعد أي نزهة، تشير إلى أن أفراداً من أسرتها يتركون النفايات خلفهم. تقول: "في المرات المقبلة، لن أسمح لهم أن يفعلوا ذلك. سأتحدث معهم وأقنعهم بضرورة التنظيف قبل المغادرة". أما هبة زلوم، التي فاجأتها كميات النفايات المنتشرة بين الأشجار، فترى أن الحل يتمثّل في زيادة العقوبات بحق المخالفين، والاستعانة بعناصر للشرطة البيئية في أماكن التنزه. تضيف: "حين يعرف الناس أن هناك عقوبات، سيغيّرون سلوكهم. كما أنّ التوعية ضرورية وكذلك توفير مكبات لإلقاء النفايات".
اقــرأ أيضاً
وشاركت في التجوال البيئي الإدارة الملكية لحماية البيئة، التابعة لمديرية الأمن العام، والتي يقع على عاتقها مسؤولية التوعية وضبط المخالفات. يقول رئيس قسم حماية إقليم الوسط الرائد رائد الدباس إن هذه المبادرة تدلّ على تطور الوعي بالبيئة. يضيف أنّها لا تساهم فقط في تنظيف الأمكنة، بل تعمل أيضاً على نشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع من خلال المشاركين فيها.
ومع بدء فصل الربيع، بدأت الإدارة الملكية حملات توعية تشمل توعية المتنزهين حول الحفاظ على الطبيعة. وبحسب الدباس، وزعت مطويّات توعوية تحثّ على تنظيف الأماكن قبل المغادرة، وأخرى تبين المخالفات القانونية، إضافة إلى توزيع أكياس النفايات على المتنزهين. يضيف الدباس: "نلتمس مع الوقت تطوّر الوعي بين الناس، وإن كنا نحتاج إلى مزيد من الوقت والكثير من العمل لتحقيق أهدافنا".
وتلفت المشاركة الأميركية كيتي كارستون إلى إنّ النفايات تشكّل التهديد الأكبر للبيئة في الأردن، مشيرة إلى أن "الطبيعة جميلة، لكن النفايات تهدد جمالها. يجب زيادة الوعي حول ضرر النفايات". المشاركون في المبادرة جمعوا نفايات وضعت في شاحنتين، على أن يعاد تدويرها. يقول المناصير: "لا نريد أن تنتهي النفايات في المكبات. إعادة التدوير تساهم في حماية البيئة، وهذا أحد أهدافنا".
في بداية الشهر الجاري، أطلق م، التي تجمع بين رياضة المشي والمسؤولية البيئية، واختار لها شعار "لنُنَظّف أثناءَ تِجوالنا". محبّو الرياضة تحمّسوا للمبادرة، وكذلك الجهات الرسمية والأهلية. يقول: "فوجئت بحجم التفاعل، ربّما لأن الغالبية مستاءة من انتشار النفايات في الأماكن الطبيعية والتاريخية. لكنّهم كانوا ينتظرون ما يحفزهم على البدء في تنظيفها".
تختار المبادرة أيام الجمعة لتنفيذ أنشطتها. وحتى الآن، نفذت ثلاث رحلات بيئية، شارك فيها عشرات الرياضيين والناشطين البيئيين، إضافة إلى ممثّلين عن المجتمع المحلي وجهات رسمية وأهلية. ولم تقتصر المشاركة على الأردنيين، بل جذبت عشرات الأوروبيين والأميركيين المقيمين في المملكة. ويبيّن أن مشاركة أشخاص من جنسيات مختلفة أثرت المبادرة "في البداية، كنا نذهب إلى التجول بهدف ممارسة الرياضة والاستمتاع، ثم أضفنا إليهما التنظيف. كما بات هناك هدف جديد يتمثل في تبادل الخبرات بين المشاركين، ومثّلت المبادرة فرصة للتعارف".
يوم الجمعة الماضي، وقع الاختيار على غابات "قرية زي" الجبلية التابعة لمحافظة البلقاء الأردنية، والتي تعدّ مقصداً للتنزه، نظراً لكثافة أشجار الصنوبر والسنديان المعمرة فيها. يحكي رئيس بلدية زي إبراهيم العواملة، عن التحديات الصعبة، قائلاً إن "مشكلة النفايات كبيرة ومقلقة. ننفذ حملات تنظيف وتوعية بشكل دائم، لكن لم نتمكّن حتى الآن من القضاء على المشكلة".
وبحسب البلدية، يتم رفع سبعة أطنان من النفايات يومياً، ويرتفع الرقم في عطلة نهاية الأسبوع إلى 14 طنا. يوضح العواملة أن هذه الزيادة هي نتيجة ترك المتنزهين نفاياتهم عند المغادرة، موضحاً أن كميات كبيرة تترك بين الأشجار بسبب وعورة المكان ونقص كادر النظافة.
أسيل أبو هزيم، إضافة إلى 60 آخرين، شاركت في المبادرة، هي التي تزور الغابات للمرة الأولى على الرغم من أنها تسكن على بعد كيلومترات قليلة منها. تقول إنها "جميلة جداً، وإنه لأمر محزن أن تتحوّل إلى مكب للنفايات نتيجة عبث البعض وعدم التزامهم بالبيئة". وترى أن "الحل يكمن في توعية محبّي التنزه حول ضرورة تنظيف المكان قبل المغادرة، حتى يستمتع فيه الآخرون".
وفي وقت تؤكّد أنها تحرص على تنظيف المكان بعد أي نزهة، تشير إلى أن أفراداً من أسرتها يتركون النفايات خلفهم. تقول: "في المرات المقبلة، لن أسمح لهم أن يفعلوا ذلك. سأتحدث معهم وأقنعهم بضرورة التنظيف قبل المغادرة". أما هبة زلوم، التي فاجأتها كميات النفايات المنتشرة بين الأشجار، فترى أن الحل يتمثّل في زيادة العقوبات بحق المخالفين، والاستعانة بعناصر للشرطة البيئية في أماكن التنزه. تضيف: "حين يعرف الناس أن هناك عقوبات، سيغيّرون سلوكهم. كما أنّ التوعية ضرورية وكذلك توفير مكبات لإلقاء النفايات".
وشاركت في التجوال البيئي الإدارة الملكية لحماية البيئة، التابعة لمديرية الأمن العام، والتي يقع على عاتقها مسؤولية التوعية وضبط المخالفات. يقول رئيس قسم حماية إقليم الوسط الرائد رائد الدباس إن هذه المبادرة تدلّ على تطور الوعي بالبيئة. يضيف أنّها لا تساهم فقط في تنظيف الأمكنة، بل تعمل أيضاً على نشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع من خلال المشاركين فيها.
ومع بدء فصل الربيع، بدأت الإدارة الملكية حملات توعية تشمل توعية المتنزهين حول الحفاظ على الطبيعة. وبحسب الدباس، وزعت مطويّات توعوية تحثّ على تنظيف الأماكن قبل المغادرة، وأخرى تبين المخالفات القانونية، إضافة إلى توزيع أكياس النفايات على المتنزهين. يضيف الدباس: "نلتمس مع الوقت تطوّر الوعي بين الناس، وإن كنا نحتاج إلى مزيد من الوقت والكثير من العمل لتحقيق أهدافنا".
وتلفت المشاركة الأميركية كيتي كارستون إلى إنّ النفايات تشكّل التهديد الأكبر للبيئة في الأردن، مشيرة إلى أن "الطبيعة جميلة، لكن النفايات تهدد جمالها. يجب زيادة الوعي حول ضرر النفايات". المشاركون في المبادرة جمعوا نفايات وضعت في شاحنتين، على أن يعاد تدويرها. يقول المناصير: "لا نريد أن تنتهي النفايات في المكبات. إعادة التدوير تساهم في حماية البيئة، وهذا أحد أهدافنا".