"لعبت مع الأسد" لعمرو مصطفى... نرجسية طاغية

21 أكتوبر 2019
ألبومه الجديد لا يختلف عن الألبومات الثلاثة الماضية (تويتر)
+ الخط -
قبل أسبوع، طرح الفنان المصري، عمرو مصطفى، ألبوماً غنائياً جديداً حمل عنوان "لعبت مع الأسد"، وهو الألبوم الرابع في مسيرة مصطفى الذي كان قد بدأ مسيرته الفنية، واكتسب شهرته كملحّن، وسطع نجمه من خلال تعامله مع عمرو دياب. وجاء ألبوم مصطفى الجديد بعد انقطاع لمدة عشرة أعوام، وهو ثمرة تعاونٍ بينه وبين تركي آل الشيخ (رئيس مجلس الإدارة العامة للترفيه في المملكة السعودية) الذي قام بكتابة كلمات جميع أغاني الألبوم، وطرحه على قناته الخاصة على "يوتيوب".
إن ألبوم عمرو مصطفى الجديد لا يختلف من حيث النوع عن الألبومات الثلاثة الماضية التي كان قد طرحها قبل انقطاعه عن الغناء لعشرة أعوام. فجميع الأغاني عاطفية، تتخذ من علاقات الحب، وما تمر به من خلافات وأزمات عاطفية موضوعاً لها. ولكن الأمر الذي يميز الألبوم الجديد عن الألبومات السابقة، هو الصبغة النرجسيّة الغريبة التي تلونت بها كلمات جميع الأغاني، لترسم ملامح جديدة لا تشبه شخصية مصطفى الفنية في بداية مسيرته كمغنٍ، وإن كان لهذه الشخصية النرجسيَّة بعض البذور بألبوم "الكبير كبير"، ولكن لم تكن بهذه الحدة كما في الألبوم الجديد.
هذه النرجسية تتبدّى في الأسلوب الذي يتعاطى به مصطفى في أغانيه مع أزمات العلاقات العاطفية، والتي يرسم بها شكل العلاقة القائم على خضوع الطرف الآخر وانهياره إذا ما انتهت العلاقة، كما هو الحال في أغنية "مفيش غيري"، التي يقول فيها: "مهما تقابلي غيري في الحياة، حتجيني في النهاية. أنتي زيي مش حتلاقي. يا أنا يا أنا". ويستخدم مصطفى في هذه الأغاني أوصاف متعجرفة ليصف نفسه، معظمها مقتبس من أغاني محمد رمضان. فعلى سبيل المثال، يصف مصطفى نفسه بالأسد في أغنية "لعبت مع الأسد"، كما يصف نفسه في أغنية "الأسطورة" بأنه أسطورة! وهي أوصاف سبق وأن استخدمها رمضان في وصفه لنفسه.
لكن الفارق بينهما، أن رمضان استطاع بأغانيه أن يخلق حالة خاصة وجديدة في الموسيقى العربية، هي نرجسية بالطبع، ولكنها تنسجم مع شكل الأداء والموسيقى والمواضيع التي يتناولها. وفي المقابل، فإن النرجسية التي يتصنّعها مصطفى لا تتناسب مع السياق الذي ترد فيه ببعض الأحيان، والأهم أنها لا تتناسب على الإطلاق مع أسلوبه بالأداء الرقيق، وصوته الضعيف الذي يجعل من نرجسيته أمراً غير مقنع. فصوت مصطفى بدا وكأنه يتناسب أكثر مع كلمات الأغاني الرومانسية أو الحزينة بطريقتها المنكسرة، كما كانت دارجة قبل عشرة أعوام. 

ولا تقف مشكلة الألبوم عند كلماته ذات الطابع الذكوري المتبجح، وعدم تناسقها مع الأداء، بل هي تتعدى ذلك لتصل إلى الألحان التي كان من المفترض أن تكون مصدر القوة في الألبوم، نظراً لسطوع اسم مصطفى كملحّن. خصوصاً عند النظر إلى أسماء الموسيقيين والموزعين العالميين الذين تم التعاقد معهم لإنجاز الألبوم، أمثال ماوريسيو رينجيفو وآندريس توريس، اللذين قاما بتوزيع أغنية "ديسباسيتو"، فعلى الرغم من مشاركة كل هذه الأسماء في صناعة ألحان الألبوم، إلا أن النتيجة لم تكن متناسبة مع كل التوقعات؛ ربما لأن الكلمات والأسس الذي بنيت عليه كانت ضعيفة.
المساهمون