"لا ثقة" في المنتجات الخاصة بالحميات

24 يوليو 2016
هل الرقابة حقيقية على تلك المواد الغذائية؟(شارلي تريبالو/فرانس برس)
+ الخط -

يدفع الهوس الكبير بالتنحيف في اتجاه استهلاك المأكولات والمنتجات الغذائية التي تُعرف بـ "لايت" (الخفيفة). يُقبل الناس عليها، من دون أن يدركوا إن كانت حقيقة مناسبة للحمية الغذائية المنحّفة التي تُعرف شعبياً بـ "ريجيم" أو "دايت". إلى أيّ مدى تُحترَم شروط السلامة الغذائية في تلك المنتجات في لبنان، وهل يحصل المرء عبرها على ما يحتاجه من تغذية خلال "خطّته" لفقدان الوزن؟

"الاعتدال في تناول الطعام هو الأساس"، هذا ما يشدّد عليه الطبيب المتخصص في علم الغذاء الدكتور حسين حسن، داعياً إلى "الالتزام به". ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "ثمّة رقابة ذاتية في قطاع الألبان والأجبان عادة، خصوصاً أنّ الدسم يُسحَب تلقائياً من تلك المنتجات ويُستفاد منه في استخدامات أخرى. أمّا القطاع غير الملتزم بشروط السلامة الغذائية للحمية في لبنان، فهو الأفران وتحديداً ما تُنتجه من خبز أسمر. تبيّن لنا من خلال دراسات علمية أعددناها أنّ خمسة أنواع من بين ثمانية من الخبز الأسمر المتوفّر في السوق المحلي، لا يحتوي على النخالة. كذلك، فإنّ بعض الخبز الأسمر ملوّن بالدبس الذي يُضاف إلى العجين ليعطي اللون الأسمر، وهذا أمر يلحق الأذى بمرضى السكري". ويؤكد على أنّ "المطلوب من وزارة الاقتصاد هو تشديد الرقابة على المواد الغذائية، خصوصاً على المأكولات الخاصة بالحمية المنحّفة". ويشير إلى أنّ "الفرق بين لبنان والدول العربية الأخرى هو أنّها أكثر التزاماً بتطبيق القانون لمكافحة الغش الغذائي، مع فرض قوانين صارمة، بعكس ما هي الحال في لبنان حيث لا يُطبَّق قانون سلامة الغذاء فعلياً".

حذارِ من الخدع الإعلانية

ويوضح حسن أنّ "النظام الغذائي الخاص بالتنحيف، لا بدّ من أن يكون متنوعاً ومتوازناً ومعتدلاً. بذلك يكون فعالاً، مع الحفاظ على الصحة الجيدة والوزن المثالي". يضيف أنّ "المطبخ اللبناني والمطبخ المتوسطي عموماً غنيّ بالفواكه والخضار والزيتون والألياف، والالتزام به يغنينا عن المأكولات الخاصة بالحميات المنحّفة التي من الممكن أن تكون سليمة أو غير ذلك". إلى ذلك، يقول حسن إنّ "الريجيم كذبة كبيرة يعيشها الشخص وهو في صراع دائم مع جسده، في وقت نملك أفضل المنتجات الغذائية التي إذا تناولناها بطريقة صحيحة نستطيع الحفاظ على وزن سليم". ويحذّر من "الهوس بأجسام عارضات الأزياء وعارضيها، خصوصاً أنّها كثيراً ما تأتي معدّلة بخدع الفوتوشوب .الأهمّ هو الاعتدال في الطعام حتى تكون صحتنا سليمة خالية من الأمراض. لا يوجد وزن مثالي، بل المسألة هي في التوازن".




الاعتدال أفضل حمية

من جهته، يقول الطبيب المتخصص في علم الغذاء الدكتور عمر علي إنّ "أهمّ شيء هو التركيز على الكميّة. أمّا مسألة الرقابة فهذا الأمر يقع على عاتق مصلحة حماية المستهلك، مع أهميّة مراقبة نسب الألياف في الحبوب، لا سيّما القمح، بالإضافة إلى نوعية السكر المستخدم في المأكولات المصنّفة خفيفة". ويشدّد لـ "العربي الجديد" على "ضرورة معرفة مصدر الماركات الموثوق فيها، مع الانتباه إلى احتمال أن تسبّب تلك المواد حساسية لمستهلكيها. وتبقى أهمية التوازن في تناول الطعام، مع التركيز على الخضار والفواكه وعدم الإكثار من اللحوم".

لا ثقة في منتجات "الريجيم"

في سياق متصل، تقول مسؤولة مراقبة سلامة الغذاء في جمعية حماية المستهلك في لبنان، المهندسة ندى نعمة، إنّ "المصدر الأساسي للغذاء ونوعيته هو المطبخ. بكلّ أسف، لدينا قانون لضمان سلامة الغذاء لكنّه غير مطبّق، بعكس ما هو الأمر في الدول العربية. فهي تملك هيئات للدواء والغذاء لمراقبة سلامة الطعام ونوعيته". وتشير إلى أنّ "واقع السوق المحلي اللبناني يعتمد على التشويق والخدع الإعلامية، في حين أنّه غير مدروس علمياً. بالتالي، لا ثقة في المنتجات الخاصة بالحميات المنحّفة".

وتتابع نعمة أنّ "لا رقابة فعلية من قبل الدولة على الخبز الأسمر مثلاً، إذ يُصبَغ ليصبح لونه داكناً، وذلك استناداً إلى دراسة علمية صادرة عن الجامعة اللبنانية الأميركية بيّنت أنّ 60 في المائة من الخبز الأسمر (دايت) لا يخضع للرقابة من ناحية المواصفات العلمية المطلوبة. كذلك لا دقّة في شأن ما يسجّل على عبواته من محتويات، لا سيّما القمح الكامل". وتشرح أنّ "في كلّ الدول ثمّة تقيّداً بالمواصفات المطلوبة على الخبز، وهي مدروسة بدقّة. لكن في لبنان، يُكتب على الكيس أنّ هذا الخبز للسكري، فيما هو يحتوي على السكر. المستهلك لا يعرف ماذا يأكل في ظل غياب التوعية حول تحديد كميات السكر والنشويات. لذلك يجب التنبّه من العبارات التي تستخدم للترويج عند شراء الخبز، والتي تكون غير علمية". تضيف أنّ "خبز الشعير المتوفّر في السوق على سبيل المثال من غير الممكن أن يخفّض الكوليسترول. والأمر نفسه بالنسبة إلى الخبز المخصص لمرضى السكري الذي يجب أن يكون خالياً من السكر، وكذلك خبز النخالة وغيره".

دلالات
المساهمون