"كيس بلدي"... مبادرة شبابية في غزة للحدّ من النفايات البلاستيكية

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
23 يوليو 2020
كيس بلدي
+ الخط -

يسابق أعضاء مبادرة "كيس بلدي" في قطاع غزة الزمن، لإنجاز أكبر عدد ممكن من الأكياس القماشية، وطرحها للراغبين في اقتنائها من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بديلاً عن الأكياس البلاستيكية التقليدية.

وتهدف المبادرة التي أطلقها 7 فلسطينيين إلى تعزيز اقتناء الأكياس المصنّعة من المواد القماشية المستخدمة والمعاد تدويرها، بدلاً من استخدام الأكياس البلاستيكية صعبة التحلل، والتي تستخدم بكثرة عند التسوق لدى المواطنين في قطاع غزة.

وانطلقت مبادرة "كيس بلدي" مطلع عام 2020 الجاري، غير أنّ ظروف جائحة فيروس كورونا أدت إلى تعطلها بعض الشيء، قبل أن يعاود أعضاؤها تكثيف أنشطتهم، في إبريل/ نيسان الماضي، بسلسلة من الأنشطة.

ويتكون الفريق من 7 شبان وهم غدير السقا وإبراهيم السقا ويارا اليازوري وشذى زيارة وبراءة شلايل وحسن المدهون وأحمد أبو مر، حيث يعمل جميعهم ضمن المبادرة، ويقومون بتقسيم العمل والمهام بينهم لإنجاز العمل المطلوب.

مبادرة كيس بلدي (عبد الحكيم أبو رياش)
هدف الشباب ليس ربحياً بالأساس (عبد الحكيم أبو رياش)

وتقول العضو في المبادرة غدير السقا، لـ "العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ المبادرة "جاءت استشعاراً بالمسؤولية المجتمعية وإدراكاً بخطورة استخدام الأكياس البلاستيكية التي من الصعب تحللها، وتحتاج لفترة زمنية طويلة تصل إلى 100 عام".

ووفقاً لمعلومات جمعها الفريق خلال فترة تأسيسه لمبادرته، فإنّ إجمالي الأكياس البلاستيكية التي يستهلكها المواطن في غزة تتراوح ما بين 400 إلى 500 كيس بلاستيكي، وهو ما يساهم في زيادة التلوث، وينعكس سلباً على الحياة البحرية.

مبادرة كيس بلدي (عبد الحكيم أبو رياش)
يصنعون أكياساً قماشية بدل البلاستيكية (عبد الحكيم أبو رياش)

وتوضح السقا أنّ اختيار اسم المبادرة والفريق، جاء نظراً لسهولته وكونه يعبر عن المبادرة التي يتم من خلالها استخدام القماش المستخدم في صناعة الأكياس القماشية البديلة عن البلاستيكية.

ووفقاً للشابة الفلسطينية، فإنّ ما يميز الأكياس القماشية المصنعة ضمن مبادرتهم هي إمكانية استخدامها عدة مرات بعد إعادة غسلها، بعكس الأكياس البلاستيكية التي من الممكن أن تتلف وتتمزق بعد أول استخدام لها.

بيئة
التحديثات الحية

وتتميز الأكياس القماشية التي تنتجها المبادرة بوجود أشكال خاصة لها من خلال استخدام عبارات تدعو لتجنب الأكياس البلاستيكية وعبارات أخرى باللغة الإنكليزية مثل "أنا لست بلاستيك" و "لا تستخدم البلاستيك"، بالإضافة لأشكال وتصاميم تناسب الصغار وكبار السن.

"كيس بلدي" مبادرة شبابية (عبد الحكيم أبو رياش)
هدفهم المساهمة في الحد من التلوث (عبد الحكيم أبو رياش)

ومن الصعوبات التي واجهت الفريق خلال عمله، هي إقناع المجتمع بالاستغناء على الأكياس البلاستيكية واستبدالها بالقماشية، إلى جانب تأثيرات جائحة وكورونا خلال فترة الإجراءات الوقائية وصعوبة تجمع الفريق ما دفع باتجاه إنجاز المهام بشكل فردي.

ولا يقتصر عمل مبادرة "كيس بلدي" على إنتاج الأكياس القماشية وبيعها للراغبين باقتنائها، إذ تم طرح مقاطع فيديو عبر صفحتهم عبر "فيسبوك" تهدف لتعليم الراغبين بصناعة الأكياس القماشية بطريقة سهلة، من خلال استخدام المواد المتوفرة في المنزل.

"كيس بلدي" مبادرة شبابية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
يدونون عبارات تدعو لتجنب الأكياس البلاستيكية (عبد الحكيم أبو رياش)

ويؤكد القائمون على المبادرة أنّ الهدف الأساسي ليس ربحياً، بل يعود لرغبتهم في نشر الوعي باستخدام هذه الأكياس بدلاً عن البلاستيكية، لا سيما أنّ الأسعار التي تباع بها تعتبر رمزية، وتتراوح ما بين 20 إلى 25 شيقلاً (عملة إسرائيلية) للكيس الواحد.

وحظيت المبادرة باحتضان من قبل مؤسسة "أيام المسرح" التي ساهمت في توفير الإمكانيات والأدوات اللازمة للفريق، بعد سلسلة من الدورات والتدريبات التي حصلوا عليها.

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
استعداد لاستقبال الأسرى أمام سجن عوفر (العربي الجديد)

مجتمع

تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة
الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون