"كورونا" يصيب السياحة والصادرات في كوريا الجنوبية بالخسائر

17 فبراير 2020
السياح الصينيون يمثلون ثلث الزائرين لكوريا الجنوبية (Getty)
+ الخط -

 

ظهرت الآثار الناتجة عن تفشي فيروس كورونا الجديد، على الصادرات والطلب المحلي في كوريا الجنوبية بعد مرور حوالي شهر من انتشاره في البلاد.

وانخفض المعدل اليومي لقيمة الصادرات خلال الأيام العشرة الأولى من فبراير/ شباط بنسبة 3.2 في المائة على أساس سنوي من 1.58 مليار دولار إلى 1.53 مليار دولار، وفق بيانات أوردتها وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، اليوم الأحد، حيث تحول المعدل إلى الاتجاه التنازلي من الاتجاه الصعودي الذي سجله في يناير/كانون الثاني بنسبة 4.8 في المائة على أساس سنوي.

وتواجه الشركات المحلية لصناعة السيارات صعوبات بسبب نقص المخزون، على خلفية تعليق إنتاج قطع غيار السيارات في الصين، مما أدى إلى تعرضها لصدمة خلال الشهر الجاري.

كما أثر الفيروس سلباً على الطلب المحلي جراء التراجع الحاد في عدد السياح الصينيين. وفي العام الماضي، مثل السياح الصينيون 34.5 في المائة من إجمالي السياح الأجانب الزائرين للبلاد.

وتوقعت مؤسسة "مورغان ستانلي" الأميركية في تقرير مؤخراً، أن تحقق كوريا الجنوبية نمواً سلبياً تتراوح نسبته بين 0.8 و1.1 في المائة خلال الربع الأول من العام الجاري.

وقال "لي غون-تيه"، الباحث الرئيسي في معهد "إل جي للأبحاث الاقتصادية" إن تعطل سلاسل التوريد وضعف الصادرات سيؤثران سلبياً على الاقتصاد الكوري الجنوبي، مضيفاً أن انخفاض الاستهلاك داخل البلاد وتراجع عدد السياح سيؤثران سلبياً على الطلب المحلي.

وذكر أن قوة ضربة فيروس كورونا الجديد تجاه الاقتصاد المحلي ستكون أكبر من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في عام 2015، قائلاً إن الاقتصاد المحلي شهد ضربة كبيرة في الاستهلاك عند "ميرس"، ولكن في هذه المرة، سيشهد ضربة كبيرة في الصادرات.

وتوقع محللون، وفق يونهاب، تسجيل العديد من شركات الطيران الكورية، خسائر وتراجعاً في الأرباح في الربع الأول من العام الجاري، بسبب تعليق أو تقليص الرحلات الدولية في ظل انتشار كورونا الجديد.

وكانت شركة "كوريان إير" قد تكبدت بالأساس خسائر بقيمة 624.8 مليار وون (529 مليون دولار) خلال العام الماضي 2019، مقارنة بخسائر بقيمة 185.6 مليار وون في العام السابق عليه. كما اتسعت خسارة "آسيانا" لتبلغ 837.79 مليار وون مقارنة بنحو 195.8 ملياراً في 2018. وسجلت "جيجو إير" خسارة بلغت 34.1 مليار وون العام الماضي مقارنة بصافي ربح بلغ 70.88 ملياراً العام الذي سبقه.

وتأمل شركات الطيران في أن تتمكن البلاد من احتواء كورونا، حيث أن أعمالها تأثرت بالفعل بانخفاض الطلب على الرحلات إلى اليابان منذ يوليو/تموز الماضي، بعد أن فرضت اليابان قيوداً على صادراتها لكوريا.

والخميس الماضي، قال نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وزير المالية هونغ نام-كي، إن الحكومة تعتزم اتخاذ تدابير للحد من تداعيات كورونا على الاقتصاد المحلي، وتقديم الدعم إلى الشركات التي تواجه أضراراً بسبب الفيروس، مشيراً إلى أن الحفاظ على الانتعاش الاقتصادي، يعتبر المهمة الرئيسية للحكومة حالياً.

المساهمون