"كريزي" مع علا ملص... نقد ساخر ومواجهة للعادات البالية

28 ابريل 2018
علا ملص (فيسبوك)
+ الخط -
بدأت عُلا ملص رحلتها الصحافية في عمر صغير، عندما كانت لا تزال طالبة مدرسية، فقد كانت ترسل مقالاتها إلى مختلف الصحف لتنشرها، وعندما أطلق الفنان السوري علي فرزات صحيفته المعروفة "الدّومري" في سورية، كان لعُلا ملص صفحة خاصة بها. ونظراً لظروف الرقابة والتعتيم الإعلامي السوري في ذلك الوقت، أُغلقت المجلة، ليخرج منها العديد من الصحافيين الشباب الذين كانوا يطمحون إلى ممارسة مهنة الإعلام بصورة جديد بعيدة عن القوالب النمطية للإعلام السوري، فأسس الصحافي إياد الشربجي مجلة "شبابلِك"، التي شكلت منصة ممتعة وغنية للشباب السوري، وكان لعلا ملص هناك صفحة تحمل عنوان "كريزي"؛ اختارت أن تقدم فيها نقداً ساخراً للأطر الاجتماعية والعادات البالية، ولكن باللغة المحكية. كانت للغة المحكية منصة ذكية قريبة من الشباب السوري. وبعد وقت قصير، تلقت علا ملص عرضاً لتحويل صفحتها إلى برنامج إذاعي يحمل الاسم نفسه، واتسع جمهور المستمعين لها، وحاز البرنامج الكثير من الاهتمام. هنا حوار مع ملص:

* متى توقفت عن إصدار برنامجك الإذاعي في سورية؟ وهل كان لذلك علاقة باندلاع الثورة السورية؟
أوقفته إثر اندلاع الثورة السورية؛ حيث ذهبت لأسجل الحلقة كالعادة، فكان فريق البرنامج يطلب مني أن أعيد التسجيل لأن صوتي يفتقد البهجة المعتادة وروح الدعابة، فتوقفت عن التسجيل وأغرقت في البكاء، وعندها قررت أن أوقف البرنامج؛ فلم يعد بإمكاني أن أعالج المشاكل الاجتماعية بروح ساخرة.
غادرت بعدها سورية مع ابنتي الصغيرة، إثر تهديدات عديدة من قبل الحكومة السورية التي طالبتني بالاستمرار في البرنامج وتحويله لبرنامج ساخر يتوافق مع آراء النظام، لكنني لم أوافق بالطبع.
أعود اليوم إلى البرنامج ذاته بصيغة مرئية تخاطب المجتمع العربي بأسلوب يجاري أدوات العصر الصحافية والتقنية.

* رغم النجاح الكبير الذي حصده البرنامج بالصورة المرئية عبر يوتيوب الآن، إلا أنك تتعرضين للكثير من النقد الذي يحمل طابعاً عنيفاً في بعض الأحيان، هل يسبب ذلك لك الإحباط؟
كان من المفاجئ لي جداً طبيعة النقد العنيف الذي تعرضت إليه، فهناك من يطالب بقتلي أو حلّ دمي، وهناك من يطلق عليّ شتى الأحكام والاتهامات التي لا تندرج تحت قائمة النقد البنّاء.
ولكنني أؤمن بحرية الفكر والرأي، وهي ما طالبت به منذ عام 2009 في برنامجي الإذاعي، وبالذات حرية المرأة التي تحدثت عنها في حلقة "تاء التأنيث الساكتة" التي تتعرض لنوع من الاعتقال الاجتماعي إثر خروجها من المعتقلات في الدول العربية، والتي تقوم بنضال مضاعف في مواجهة التعسف السياسي والظلم الاجتماعي، خاصة بعد قيام الثورات العربية.
في الواقع إن النقد الذي أتعرض له يحثني أكثر على الاستمرار لمواجهة الأصوات التي تحاول إسكات المرأة العربية بشكل خاص.


* يتم تنفيذ الحلقات بحرفية واضحة وخبرة في المجال الإعلام، كيف يتم التحضير لكل حلقة؟
هناك فريق صغير يعمل يداً بيد لإتمام كل حلقة، حيث أقوم أنا وزوجي الصحافي إياد شربجي بوضع الأفكار، ومن ثم أكتبها، ونصوّرها في منزلنا، حيث يتولى شربجي الإخراج، بعدها نرسل الحلقة لأحمد درويش، الذي يصمم كل حلقة غرافيكيا. بعد ذلك، يضيف الموسيقي السوري سومر شعبان الموسيقى. ومن الجدير بالذكر إن كل شخص من هذا الفريق يعيش في دولة مختلفة، ولكننا نتمكن من الاجتماع عبر الأثير الافتراضي لإنجاز العمل معاً، ونستعين بمجموعة من أصدقائنا لأداء الأصوات للفقرات الفاصلة، حيث نسجلها في منزلنا أيضاً. ومن الجدير بالذكر بأننا نتلقى الدعم من منظمة "الوعي والتغيير" التي نتفق معها بالأهداف والرؤية.
دلالات
المساهمون