"كرايسلر" و"رينو" لإحياء خطة الاندماج.. والثمن نفوذ فرنسا في "نيسان"

10 يونيو 2019
"رينو" تناضل لحفظ نفوذها في "نيسان" اليابانية (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت عدة مصادر مرتبطة بشركتَي "فيات كرايسلر" الإيطالية - الأميركية و"رينو" الفرنسية، بأن الشركتين تبحثان سبلاً لإحياء خطة الاندماج المنهارة بينهما، وضمان موافقة شركة "نيسان موتور" اليابانية، الشريك المتحالف مع شركة صناعة السيارات الفرنسية، حسبما أفادت "رويترز" اليوم الإثنين.

وقال مصدران مطلعان للوكالة، إن "نيسان" بصدد حثّ "رينو" على إجراء خفض كبير في حصتها فيها البالغة 43.4%، مقابل دعم خطة اندماجها مع "فيات كرايسلر"، فيما لم يتضح بعد ما إذا كانت الجهود المبذولة لإحياء الصفقة المعقدة المحفوفة بمخاطر سياسية ستتمكن من النجاح أم لا.

وكان رئيس مجلس إدارة "فيات كرايسلر" جون ألكان، قد سحب فجأة عرض الاندماج في صفقة بقيمة 35 مليار دولار في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي، بعدما أوقفت الحكومة الفرنسية، وهي أكبر مساهم في "رينو"، تصويتاً لمجلس إدارة الشركة وطلبت مزيداً من الوقت للفوز بدعم "نيسان"، التي قال ممثلوها إنهم سيمتنعون عن التصويت.

وحرم الفشل، الذي عزته "رينو" و"فيات كرايسلر" بشكل مباشر إلى تدخل الحكومة الفرنسية، الشركتين من فرصة لخلق ثالث أكبر شركة صناعة سيارات في العالم، حيث كان الأثر الإيجابي الناجم عن الصفقة سيبلغ 5 مليارات يورو تعادل 5.6 مليارات دولار سنوياً.
وكالة "فرانس برس" نقلت بدورها، عن مجموعة "رينو"، شريكة "نيسان" وأكبر المساهمين فيها، تهديدها بعرقلة تعديلات في نظام إدارة المجموعة اليابانية، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى خسارتها لتأثيرها عليها، حسبما ذكرت الأحد صحيفة "فايننشال تايمز".

وفي اتصال هاتفي أجرته الوكالة الفرنسية مساء الأحد، رفض ناطق باسم "رينو" الإدلاء بأي تعليق على الفور.

الصحيفة الاقتصادية البريطانية أوردت أنه في رسالة وجهها إلى رئيس "نيسان"، هيروتو سايكاوا، كتب رئيس مجلس إدارة المجموعة الفرنسية، جان دومينيك سينار، أن ممثليه سيمتنعون عن التصويت على إنشاء 3 لجان للتعيينات والتدقيق في الحسابات والمكافآت، في الاجتماع العام للمساهمين في المجموعة اليابانية المقرّر يوم 25 يونيو/ حزيران.

واعتبرت أن امتناع "رينو" عن التصويت سيحبط إصلاحاً ينبغي أن تتم الموافقة عليه بأغلبية الثلثين.

وخلال هذا الاجتماع العام ستتم المصادقة على إصلاح إدارة "نيسان" لطيّ صفحة رئيس مجلس إدارتها السابق، كارلوس غصن، الذي كان رئيس مجلس إدارة "رينو" أيضاً، وأُوقف في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ثم اتهمه القضاء الياباني باختلاس أموال.

وأدّت هذه القضية إلى توتر العلاقات بين "رينو" و"نيسان"، اللتين تربط بينهما شراكة صناعية منذ 20 عاماً بمساهمات متبادلة.

وتملك "رينو" 43.4% من "نيسان" التي تملك من جهتها 15% من رأسمال المجموعة الفرنسية، أي ما يعادل حصة الدولة الفرنسية.
وقالت "فايننشال تايمز"، إن سينار الذي صوّت في منتصف مايو/ أيار على النظام الجديد لإدارة "نيسان"، بات يؤكد في رسالته أنه يخشى أن تستخدم اللجان الثلاث بطريقة أو بأُخرى للحد من تأثير "رينو".

ويمكن أن يؤدّي توجيه هذه الرسالة إلى زيادة استياء مسؤولي "نيسان"، الذين رفضوا في الربيع عرضاً لتكامل أكبر مع "رينو".

وقالت مصادر قريبة من الصفقة المحتملة، إن مسؤولي الشركة غاضبون أساساً بسبب استبعادهم من المحادثات حول عملية دمج بين "رينو" والمجموعة الإيطالية الأميركية "فيات كريسلر"، التي فشلت الخميس الماضي بعد 10 أيام فقط على كشفها.
المساهمون