"الهوية السردية" هي العنوان الرئيس الذي جمع روائيين ونقّاداً في ندوة عقدت صباح اليوم في كلية الآداب والعلوم في "جامعة قطر"، ضمن فعاليات الدورة الثالثة من "مهرجان كتارا للرواية العربية" التي انطلقت أمس في الدوحة وتتواصل لثلاثة أيام.
شارك في الندوة الناقد والأكاديمي العراقي نجم كاظم بورقة نقدية بعنوان "الرواية العربية والصراع مع الآخر بين الواقعية ومحاولة خلق صورة نموذجية متخيلة"، بينما ناقش الروائي الفلسطيني يحيى يخلف "التعالقات والتفارقات بين البطل السردي وواقع الإنسان العربي"، وتناول الروائي الجزائري واسيني الأعرج "الرواية العربية في عصر السرد البصري المدبلج وأزمة الهوية"، أما الباحثة المغربية هاجر الجندي فقاربت "الرواية العربية والتراث الشعبي بوصفه رافداً مهماً من روافد صناعة الهوية".
على هامش التظاهرة، يُفتتح معرض "الطيب صالح" في "المؤسسة العامة للحي الثقافي" (كتارا)، والذي "يوثّق حياة الروائي السوداني (1929 – 2009) من خلال 45 لوحة فنية تعبيرية وتعريفية، تبتدئ منذ ولادته في قرية كرمكول، مروراً بالمحطّات الكبرى في مشواره حتى رحيله في لندن"، بحسب المنظّمين.
يسلّط المعرض الضوء على تجربة صاحب "موسم الهجرة إلى الشمال" منذ كتابته المقال في مجلّة "المصوّر" المصرية في بداياته، ويرصد تفاصيل اللقاء الأول والوحيد الذي جمع صالح بنجيب محفوظ في ندوة "الحرافيش" الشهيرة في القاهرة أوائل الستينيات من القرن الماضي، ثم يعرض رحلة الروائي السوداني إلى إنكلترا، وصولاً إلى نشره أعماله السردية.
لا تقترح الدورة الثالثة مسرَحة الرواية فقط بل ورسمها، حيث يشارك مجموعة من الفنانين التشكيليين، في العمل على تصميم أغلفة الكتب والروايات غير المنشورة، مستلهمين روح هذه الروايات والكتب النقدية لتجسيدها في لوحاتٍ فنية، كما تُعرض عند السادسة من مساء غدٍ الخميس مسرحية "الحرب الصامتة"، المقتبسة من رواية "مملكة الفراشة" للكاتب الجزائري واسيني الأعرج، إضافة إلى حفل توقيع إصدارات "جائزة كتارا للرواية العربية" لعام 2017.
يختتم المهرجان بحفل توزيع الجوائز التي بلغ مجموعها 575 ألف دولار أميركي، على الفائزين بهذه الدورة في فئة الروايات المنشورة، وفئة الروايات غير المنشورة، وفئة الدراسات غير المنشورة، ثم فئة روايات الفتيان غير المنشورة التي تم استحداثها في الدورة الحالية، ليتم الإعلان عن فتح باب الترشح للدورة الرابعة.