منذ عقود قليلة، باتت الروائح من بين المجالات التي يهتمُّ بها أكثر فأكثر الباحثون والفنّانون؛ حيث يتصدّى لها علماء السيميولوجيا والأنثروبولوجيا ومشتغلون في حقول معرفية عديدة، ومن أبرزهم المؤرّخ الفرنسي هنري كوربان والباحث الإيطالي إيمانويلي كوشيا.
هذا الاهتمام بدأ يجد صداه في الثقافة العربية؛ حيث أصدر منذ سنوات عالم الاجتماع التونسي عبد الوهاب بوحديبة كتاباً بعنوان "ثقافة العطر في الإسلام"، ومؤخّراً أصدر الباحث المغربي عبد الرزاق بن شعبان عملاً جديداً بعنوان "كتاب العطر".
عن هذا الكتاب يتحدّث بن شعبان بدايةً من السابعة من مساء غدٍ الخميس في "المعهد الثقافي الفرنسي" في مرّاكش. وإضافة إلى الجانب المعرفي يضيء العملُ العلاقة الشخصية بين المؤلّف والعطور خصوصاً، وأنّ له تجارب في إنتاجها.
يتضمّن العمل رؤية مزدوجة للعطر؛ الأولى باعتباره علامة تدلّ على ثقافة ما وهنا يمكن تمييز عطور الشرق عن عطور الغرب بشكل سهل، بل يمكن التفريق بين عطور مناطق متجاورة، ومن جانب آخر يتناول بن شعبان العطور من زاوية علمية تقنية من خلال طرق تحضيرها وارتباطها بمجمل المعرفة حول الطبيعية، وهو هنا يستفيد من تخصُّصه الأصلي في مجال الإيكولوجيا التي يدرّسها في "جامعة مراكش".
"كتاب العطر" هو ثامن إصدارات بن شعبان، ومن أعماله الأخرى نذكر: "مراكش: المدينة - الحديقة"، و"النباتات الطبية في مراكش"، و"عبور من المغرب" بالاشتراك مع آلان غوريوس وكانت مساهمة بن شعبان في هذا العمل فوتوغرافية أساساً. كما أطلق بن شعبان مجلة "حدائق المغرب، حدائق العالم" ومهرجاناً باسم "جاردنار" (فن الحدائق).