الأسبوع الماضي، استضافت دار الأوبرا، في دمشق، معرض صور فوتوغرافية بعنوان "كان ياما كان مقاومة"، وهي فعالية أقامها "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية - فرع دمشق"، وبرعاية من وزارة الثقافة السورية. يرصد المعرض، بحسب القائمين على الفعالية، المقاومة والحياة في سورية بعدسة مصورين إيرانيين، ما بين عامي 2013 و2019.
من خلال العناوين والشعارات العريضة، التي تبناها القائمون على المعرض، ومن خلال الـ 72 صورة التي علقت على جدران دار الأوبرا السورية، والتي التقطت بوساطة تسعة مصورين إيرانيين؛ يبدو واضحاً أن الغرض الرئيسي من المعرض هو إعادة صياغة رواية إعلامية لتبرير النفوذ والوجود الإيراني على الأراضي السورية؛ لتدعي هذه الرواية أن الإيرانيين لم يقدموا إلى سورية لحماية نفوذ حليفهم الدكتاتور، الذي استباح دم شعبه، وإنما قدموا إلى البلاد رافعين لواء الفن والحب والسلام.
في تصريحات مدير المعرض، يوسف قاسمي، تحدّث عن المخاطر التي تعرض لها المصورون الإيرانيون من أجل نقل الحقيقة وصنع الفن، وأعاد تعريف العلاقات الإيرانية السورية ليضعها تحت تصنيف الصداقة والتبادل الثقافي.
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها الفنانون الإيرانيون بخلق سردية موازية عما حدث في سورية، فقد سبق وأن عرضت مجموعة من الأفلام الإيرانية التي تروي حكايات الحرب السورية من منظورها الخاص، أبرزها فيلم "بتوقيت الشام" لحاتمي كيا، وهو فيلم متقن الصنع، لكنه يحتوي على جملة من المغالطات التاريخية لتعيد رواية الأحداث السورية بهدف إعطاء الجندي الإيراني وسام البطولة والإنسانية.
يروي الفيلم حكاية طيار إيراني قدم إلى سورية سنة 2011 لإيصال معونات غذائية للسوريين في المناطق التي يحاصرها "داعش"، ويضحي بحياته من أجل إنقاذ حياة الناس ضمن سياق مؤثر؛ سياق درامي لا يعيبه سوى التناقض مع الواقع، فسنة 2011 لم يكن هناك وجود لتنظيم داعش في سورية أصلاً، ولم يكن الجنود الإيرانيون أفراداً في منظمات إنسانية يأتون إلى سورية ليوصلوا المساعدات والسلال الغذائية، بل كانوا يأتون إليها ليشاركوا النظام بقمع شعبه.
اقــرأ أيضاً
من خلال العناوين والشعارات العريضة، التي تبناها القائمون على المعرض، ومن خلال الـ 72 صورة التي علقت على جدران دار الأوبرا السورية، والتي التقطت بوساطة تسعة مصورين إيرانيين؛ يبدو واضحاً أن الغرض الرئيسي من المعرض هو إعادة صياغة رواية إعلامية لتبرير النفوذ والوجود الإيراني على الأراضي السورية؛ لتدعي هذه الرواية أن الإيرانيين لم يقدموا إلى سورية لحماية نفوذ حليفهم الدكتاتور، الذي استباح دم شعبه، وإنما قدموا إلى البلاد رافعين لواء الفن والحب والسلام.
في تصريحات مدير المعرض، يوسف قاسمي، تحدّث عن المخاطر التي تعرض لها المصورون الإيرانيون من أجل نقل الحقيقة وصنع الفن، وأعاد تعريف العلاقات الإيرانية السورية ليضعها تحت تصنيف الصداقة والتبادل الثقافي.
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها الفنانون الإيرانيون بخلق سردية موازية عما حدث في سورية، فقد سبق وأن عرضت مجموعة من الأفلام الإيرانية التي تروي حكايات الحرب السورية من منظورها الخاص، أبرزها فيلم "بتوقيت الشام" لحاتمي كيا، وهو فيلم متقن الصنع، لكنه يحتوي على جملة من المغالطات التاريخية لتعيد رواية الأحداث السورية بهدف إعطاء الجندي الإيراني وسام البطولة والإنسانية.
يروي الفيلم حكاية طيار إيراني قدم إلى سورية سنة 2011 لإيصال معونات غذائية للسوريين في المناطق التي يحاصرها "داعش"، ويضحي بحياته من أجل إنقاذ حياة الناس ضمن سياق مؤثر؛ سياق درامي لا يعيبه سوى التناقض مع الواقع، فسنة 2011 لم يكن هناك وجود لتنظيم داعش في سورية أصلاً، ولم يكن الجنود الإيرانيون أفراداً في منظمات إنسانية يأتون إلى سورية ليوصلوا المساعدات والسلال الغذائية، بل كانوا يأتون إليها ليشاركوا النظام بقمع شعبه.
لا تختلف الصور في معرض "كان ياما كان مقاومة" عن الصور التي التقطت في الأفلام الإيرانية، فكلها التقطت بعين القاتل، الذي وضع إطار ليقتطع أجزاء من الواقع بما يتناسب مع رواياته البطولية التي تبرر جرائمه. وليس غريباً أن يقوم النظام السوري باستضافة هذا المعرض والترويج له في هذا التوقيت بالذات؛ التوقيت الذي ضجّ فيه العالم بمشاركة فيلمي وعد الخطيب وفراس فياض بالدورة الثانية والتسعين من حفل توزيع جوائز الأوسكار؛ ليبدو أن النظام يحاول الاستعانة بحليفه الإيراني فنياً هذه المرة، لخلق وثائق فنية تتعارض مع الحكايات التي يرويها فيلما "الكهف" و"إلى سما". وليكمل اللعبة، فإنه وضع صور مدنه التي دمرها في معرض "كان ياما كان مقاومة"، واستخدم خطاب التباكي على خسارات الشعب السوري بجانب خطابه الذي لم يتوقف يوماً، والذي نظمه على نغمة الانتصارات.