أكبر تجمع لرجال أعمال الجزائر يجدّد دعم بوتفليقة رغم انشقاقات وغضب الشارع

07 مارس 2019
رافضون لولاية بوتفليقة الخامسة في احتجاجات اليوم الخميس (Getty)
+ الخط -

خرج عن صمته رئيس منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية، رجل الأعمال علي حداد، اليوم الخميس، معلناً تجديد دعمه ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، رغم رفض الشارع الجزائري هذا المسعى، ورغم انشقاقات داخلية حيال هذا التوجّه.

فقد قال رئيس أكبر تكتل لرجال الأعمال في الجزائر، في رسالة حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، إن "دعم المنتدى للعهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، تم اعتماده بالأغلبية في نهاية اجتماع المجلس التنفيذي للمنتدى، وتم تأييد هذا الموقف في الجمعية العامة التي انعقدت بتاريخ 15 ديسمبر/ كانون الأول 2018".

وقال حداد أيضاً إن "منتدى رؤساء المؤسسات، يقع على عاتقه مهمة اتخاذ القرارات بشأن القضايا الوطنية الحاسمة في هيئاته المنتخبة وبشكل ديمقراطي"، مؤكدا أن "هذا لا يمنع أعضاءنا من ممارسة النشاط السياسي بشكل شخصي في إطار احترام وحدة المنظمة وتماسكها".

وعن حراك الشارع الجزائري، قال رئيس الكارتل المالي المقرب من الرئيس بوتفليقة، إنه "يؤمن كثيرا بمبدأ المطالب السلمية والمشروعة في خدمة الأمة".
ويأتي رد رجل الأعمال، علي حداد، بعد أيام قليلة على توالي الانشقاقات داخل منتدى رؤساء المؤسسات، الذي يعد أكبر تكتل لرجال الأعمال في الدولة، وذلك في أعقاب قرار رئيس التجمع، علي حداد دعم حملة بوتفليقة.

فقد أعلن الرجل الثاني في تكتل رجال الأعمال، عمر بن عمر، نائب رئيس المنتدى، استقالته من المنتدى، قائلا إن المنتدى لعب أدواراً هامة في قيادة المؤسسات والاقتصاد نحو مستقبل أفضل، لكن "أعتذر منكم اليوم بعدما رأيته قد حاد عن قاعدته".

وقبل استقالة بن عمر، بيوم واحد، أعلن صاحب شركة "أليانز للتأمينات"، حسان خليفاتي، انسحابه من منتدى رؤساء المؤسسات، بعد 17 عاما من النشاط داخله، حيث شارك خليفاتي في المسيرة الرافضة للولاية الخامسة يوم الجمعة الماضي.

كما قرر رجل الأعمال النافذ في منطقة القبائل، محمد أرزقي أبركان، المالك لمجمع "سوجيميتال" للأشغال العامة، التنحي من عضوية منتدى رؤساء المؤسسات في رسالة موجهة إلى رئيس المنتدى المعروف بقربه من عائلة بوتفليقة.

وقال أرزقي في رسالة الاستقالة التي اطلعت عليها "العربي الجديد"، إنه لا يقبل بـ"الانتساب إلى منظمة لأرباب العمل تزدري شعباً بأكمله يعبّر بحرية وبكرامة عن مطالبه".

ويعتبر حداد، ثاني أغنى رجل أعمال في الجزائر، بثروة تقارب المليار دولار، خلف رجل الأعمال أسعد ربراب صاحب الثروة التي فاقت 3 مليارات دولار بحسب مجلة "فوربس".
ويصف الجزائريون حداد بـ"رجل الزفت" نسبة لاحتكاره مشاريع إنشاء الطرق الكبرى، فيما يشبهه البعض بـ"الأخطبوط" و"ابن الجنرالات"، ويحوز على العديد من الشركات والمؤسسات الناشطة في مجال الأشغال العامة والفندقة والصحة، إضافة إلى جريدتين وقناتي تلفزة.

وكان حداد، الذي ساهم في تمويل الحملات الانتخابية للرئيس بوتفليقة منذ عام 1999، هاجم رجال أعمال معارضين لسياسات الحكومة.

وقال في أعقاب خطاب ألقي باسم بوتفليقة نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي: "نحن لا نؤيد العدمية وجحود بعض المتعاملين الاقتصاديين الذين ينسبون النجاحات والإنجازات بشكل منهجي إلى حنكتهم الحادة الوحيدة، بينما يبررون الفشل بالمعوقات الوحيدة التي تأتي من السلطات العمومية أو حتى من اليد الخفية".

وتعيش الجزائر منذ نهاية فبراير/شباط الماضي على وقع حراك شعبي رافض لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، حيث شهدت المحافظات الجزائرية مسيرات ضخمة، تطالبه بالعدول عن الترشح، وإجراء إصلاحات سياسية في البلاد.

وتشير مصادر إلى أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الانسحابات من تكتل رجال الأعمال، في ظل الضغوط المتصاعدة ضد ترشح بوتفليقة لولاية جديدة.
ورغم أن المطالب السياسية تتصدر الحراك الذي يشهده الشارع ضد هذا الترشح، إلا أن عدة ملفات اقتصادية واجتماعية لا تغيب عن الواقع، وأضحت تفرض نفسها بقوة على مجريات الأمور.

فقد ردد المتظاهرون في احتجاجات يوم الجمعة الماضي، شعار "كليتوا البلاد ... يا سراقين" (أكلتم البلاد يا لصوص)، وهي رسالة وجهها المحتجون للمسؤولين، الذين يتحملون مسؤولية تفشي الفساد، وسرقة أموال الدولة، بينما يرى خبراء أن الكثير من رجال الأعمال يخشون أن تطاولهم الاتهامات في حال استمرارهم بدعم بوتفليقة.

وتصاعدت معاناة الجزائريين في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار السلع والخدمات، مع الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تهاوي عائدات النفط منذ عام 2014.
المساهمون