وقعت مؤسسة "قطر الخيرية" والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الثلاثاء، في جنيف، اتفاقية لتوفير دعم قيمته أكثر من عشرة ملايين دولار أميركي لصالح عائلات اللاجئين السوريين الأكثر احتياجاً في الأردن ولبنان، تتضمن توفير المساعدات النقدية للتخفيف من معاناتهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية.
ويعد تمويل "قطر الخيرية" لمبادرة المفوضية الأممية الأول من نوعه من أي جهة مانحة، في الوقت الذي تشهد فيه المفوضية عجزا في تمويل برامج المساعدات النقدية التي تعد بمثابة شريان حياة للآلاف من عائلات اللاجئين السوريين.
وتمكن الاتفاقية مفوضية اللاجئين من توفير المساعدة النقدية لأكثر من 30 ألف عائلة سورية، تضم 150 ألف لاجئ، وهم الأكثر ضعفاً واحتياجاً في لبنان والأردن، حتى نهاية هذا العام، حيث يعيش نحو 89 في المائة من اللاجئين في الأردن، ونحو 71 في المائة في لبنان تحت خط الفقر، فيما يصل عدد من هم بحاجة للمساعدات النقدية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى نحو 1.2 مليون شخص.
وأشاد الممثل الإقليمي لمفوضية اللاجئين لدول مجلس التعاون الخليجي، خالد خليفة، بالشراكة والتعاون مع "قطر الخيرية"، قائلاً إن "تبرع قطر الخيرية هو الأول من نوعه من أي جهة مانحة لصالح المبادرة، ويعزز من شراكتنا البناءة كما يرسخ من حسهم الإنساني لتلبية الاحتياجات الأساسية لمئات الآلاف من العائلات التي ضاقت بها السبل".
وقال الرئيس التنفيذي لـ"قطر الخيرية"، يوسف بن أحمد الكواري: "يواجه اللاجئون السوريون صعوبات تفوق الخيال لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وذلك بعد بحثهم عن الأمان لأكثر من سبعة أعوام، ولذلك علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمساندة الأشخاص ضحايا الظروف الخارجة عن إرادتهم. هذه المبادرة التابعة لمفوضية اللاجئين تتيح لنا وللجميع فرصة أخرى لدعم اللاجئين بشكل مباشر من خلال المساعدات النقدية".
ووقعت "قطر الخيرية" مع مفوضية اللاجئين العديد من اتفاقيات التعاون المشترك لصالح اللاجئين والنازحين في كل من سورية واليمن وميانمار والعراق والصومال وبنغلادش، والتي تقدر قيمتها بنحو 23 مليون دولار أميركي. وخصصت "قطر الخيرية" العام الماضي وحده ما يزيد عن 16 مليون دولار أميركي للاجئين الروهينغا والمتضررين من الأزمة الإنسانية في الصومال.