"قبر في النهر"... اسكوتلانديارد يفك لغز الفتاة أليس

03 أكتوبر 2014
النهر حيث دفنت أليس/ جيتي
+ الخط -
حيّرت قضية اختفاء أليس منذ ما يزيد عن شهر، الرأي العام والشرطة، في منطقة إيلينغ في العاصمة البريطانية لندن. وبعد العثور على جثّة الفتاة في النّهر، ازداد غموض الجريمة الوحشية التي ارتكبت بحق طالبة المدرسة.

أُخذت الجثّة إلى المشرحة، بغية معرفة كيفية قتل أليس، غير أنّ نتائج التشريح جاءت مخيّبة للآمال، ولم تُظهر أيّة دلائل مقنعة.

وجدت أليس ذات الـ 14 ربيعاً، في قاع النّهر، تحت حمل ثقيل، ملفوفة بأغطية بلاستيكية، بعناية فائقة، في محاولة من المجرم، لإخفاء الجثّة أطول فترة ممكنة.

وعلى ما يبدو، نجح القاتل في تضليل شرطة اسكوتلانديارد، لمدّة أربعة أسابيع كاملة، على الرّغم من الجهود المبذولة لإنقاذ الفتاة أو إيجاد أي دليل يوصل إلى المجرم.

عجز الأطبّاء اليوم، عن معرفة كيفية قتل طالبة المدرسة، وعبّروا عن مخاوفهم من اضمحلال الحمض النووي، الذي يعتبر الدليل الأساسي في تحديد هويّة القاتل، وذلك بسبب المدّة الطويلة، التي قضتها  الجثّة غارقة في النهر.

من جهتها، أعلنت شرطة اسكوتلانديار هذا المساء، عن حاجتها للقيام بالمزيد من الاختبارات، لمعرفة سبب موت أليس.

اكتشاف الجثّة بعد مضي شهر، أثار موجة من الغضب والتساؤلات، من قبل عامّة الناس تجاه الشرطة، واتّهموا الأخيرة، بالتقصير في تقصّي المعلومات. ما أدّى إلى بدء التحقيقات مع الشرطة، والسؤال عن سبب التأخّر بإيجاد جثّة أليس في النهر، وقضاء ما يزيد على أربعة أسابيع كاملة لإيجادها، على الرّغم من أنّ امتداد النهر، يبعد مسافة ياردات معدودات عن المكان، الذي عُثر فيه على حقيبتها، وخمس دقائق سيراً على الأقدام عن الجسر، حيث التقتطها كاميرات المراقبة لآخر مرّة. كما توفّرت مجموعات من الغطاسين، الذين غاصوا أميالاً في ذلك النهر، حيث وُجدت أليس، منذ بدء عمليّة البحث عنها، من دون أن يعثروا على أي دليل، لغاية مساء الثلاثاء الماضي.  

وقال المتحدّث باسم اسكوتلانديارد، يبدو أنّ المجرم بذل جهوداً جبّارة في سبيل إخفاء هويّة أليس. كما أفاد باحث في علم الجريمة، من جامعة "سيتي يونيفرسيتي" في برمنغهام، (ثاني أكبر مدن بريطانيا)، أنّ الجريمة لم تكن عشوائية بل هجوماً تمّ التخطيط المسبق له، لأنّ القاتل نجح في تجنّب كاميرات المراقبة والشّهود، خلال تنفيذه للجريمة، ثمّ تخلّص من الجثّة.

وفي المقابل، عبّر والدا أليس، الوالدة روزاليند ذات الـ 50 عاماً والوالد جوزيه جروس ذو الـ 60 عاماً عن الدّمار النفسي الشامل الذي لحق بهم، جرّاء موت ابنتهم، وأعربوا عن صعوبة تفهّم سبب قتل ابنتهم "اللطيفة والجميلة، بهذه الطريقة المريعة". وتساءلوا: "لماذا يريد أيّ كان أن يؤذيها؟".

وحاول سكّان المنطقة مواساة عائلة أليس، من خلال التجمّع والصلاة وإشعال الشموع، عند "برج الساعة" في منطقة إيلينغ مقر سكن العائلة، حيث تنتشر الشرائط الصفراء، التي وُضعت في غالبية أرجاء العاصمة البريطانية لندن، تعبيراً عن التضامن مع قضية أليس، خلال عملية البحث عنها، التي استغرقت ما يزيد عن شهر.

جدّدت الشرطة النداء، للمساعدة على الإمساك بالمشتبه به الرئيسي أرنيس زالكالنز، الذي التقتطته كاميرات المراقبة على درّاجته الهوائية، خلف أليس يوم اختفائها. غير أنّ رجال المباحث، عبّروا عن خشيتهم، من هروب زالكالنز خارج حدود بريطانيا، إلى موطنه الأصلي لاتفيا، حيث لا سلطات لهم هناك، لإلقاء القبض عليه، كون الأدلّة لا تكفي، لإصدار أمر قضائياً بتوقيفه في أوروبا.

إلى ذلك، عثرت الشرطة على أداة تُستخدم في الحدائق، بمكان عمل زالكالنز. ولا تزال التحقيقات جارية.

المساهمون