"فيفا" يستذكر إنجازات المنتخب الجزائري بكأس العالم

26 يونيو 2020
الجزائر يومها وقفت نداً لمنتخب ألمانيا (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -

تحتفل الجزائر اليوم 26 يونيو/ حزيران بالذكرى السادسة للإنجاز التاريخي لمنتخب "محاربي الصحراء"، عند تأهله للدور الثاني من بطولة كأس العالم 2014، لأول مرة في تاريخه، بعد ثلاث مشاركات قبل ذلك سنوات (1982، 1986، 2010)، ودع فيها المنتخب هذه المنافسة من الدور الأول.
واستعاد موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ذكرى ذلك التألق لرجال المدير الفني البوسني وحيد حليلوزيتش، بعد احتلال المرتبة الثانية في المجموعة الثامنة التي كانت تضم منتخبات بلجيكا، كوريا الجنوبية وروسيا، قبل الخروج في الدور الـ16 ضد منتخب ألمانيا، في مباراة لن ينساها أي عاشق لمنتخب الجزائر.

17 يونيو: هزيمة وأمل
دخل منتخب الجزائر مباراة الجولة الأولى من بطولة كأس العالم ضد منتخب بلجيكا، وهو بعيد عن أي ترشيحات، التي كانت تصبّ في خانة "الشياطين الحمر" المدجج بنجومه، على غرار إيدين هازارد وكيفين دي بروين، لكن بداية جزائرية من دون مقدمات مكّنت فيغولي من الحصول على ركلة جزاء وسجّلها بنفسه في الدقيقة الـ(25) بمرمى الحارس تيبو كورتوا، إلا أن التراجع غير المفهوم في الشوط الثاني سمح لرجال المدير الفني مارك فيلموتس بقلب الطاولة، بواسطة مروان فيلايني ودريس ميرتينز في الدقيقتين (70 و80) على التوالي.


22 يونيو: الجزائر في ثوب العمالقة
بعد الهزيمة أمام بلجيكا، قرر المدرب حليلوزيتش، في لقاء الجولة الثانية ضد كوريا الجنوبية، القيام ببعض التغييرات على تشكيلته الأساسية، من بينها الاعتماد على الثلاثي براهيمي، سليماني وجابو من البداية، مما أتى أكله بعدما أنهى الجزائريون الشوط الأول بثلاثية من دون ردّ، افتتحها سليماني في الدقيقة الـ(26) ثم اتبعه بعد دقيقتين رفيق حليش بهدفٍ ثانٍ، وهدف ثالث عن طريق جابو قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة. ورغم الدخول الكوري القوي في الشوط الثاني وتسجيل هدف تقليص الفارق عن طريق نجم توتنهام الحالي سون، إلا أن التوهج الجزائري استمرّ وتمخض عن تسجيل أحد أحسن أهداف العرب في تاريخ مشاركتهم في المونديال، بأقدام ياسين براهيمي في الدقيقة الـ(62)، رغم أن المنتخب الكوري الجنوبي سجل هدفاً ثانياً في الدقائق الأخيرة، غير أن ذلك لم يكن مانعاً أمام تحقيق منتخب الجزائر لفوز كبير.


26 يونيو: ليلة الأفراح وبداية الليالي المِلاح
في لقاء الجولة الثالثة ضد روسيا، كان رفقاء الحارس مبولحي مطالبين أمام لاعبي فابيو كابيلو بنقطة واحدة من أجل دخول التاريخ، ورغم أن البداية كانت متعثرة بهدف أول سجله المهاجم ألكسندر كوكورين في الدقيقة السادسة، إلا أن ذلك لم يُبطل عزيمة الجزائريين، الذين واصلوا ببسالة القتال لتحقيق الهدف المنشود، وهو ما ترجمه المهاجم إسلام سليماني، بهدف في الشوط الثاني، عندما سجل رأسية سكنت شباك "الدب الروسي"، بعد تلقيه عرضية من مخالفة نفذها براهيمي في الدقيقة الـ(60)، وبتعادل بهدف لمثله، انتهت المباراة وتحقق حلم المحاربين في التأهل للدور الثاني لأول مرة في تاريخهم.


30 يونيو: الجزائر أقصيت... لكنها لم تخسر
في الدور الـ(16)، واجه "الخضر" منتخب ألمانيا الذي فاز بتلك البطولة وسحق البرازيل المضيفة في نصف النهائي بنتيجة (7/1)، إلا أن تجاوزه للجزائر لم يكن سهلاً على الإطلاق، بعدما قدم المنتخب العربي أداءً بطولياً لا ينسى، ولم تنجو شباك "المانشافت" من الأهداف الجزائرية، إلا بتألق غير عادي من الحارس نوير، لتنتهي الـ90 دقيقة على وقع نتيجة التعادل السلبي، ولم يتمكن الألمان من زيارة المرمى الجزائري إلا في الدقيقتين (92 و119) من الأشواط الإضافية، عن طريق شورله وأوزيل، قبل أن يسجل عبد المؤمن جابو هدف الشرف ووداع البطولة في الدقيقة الـ(120)، وسط تحية وتقدير لما قدمه منتخب الجزائر في العرس العالمي.


محطات وأرقام
أنهى سفيان فيغولي بهدفه في مرمى بلجيكا عقدة 28 عاماً وخمس مباريات من دون أهداف، التي لازمت منتخب الجزائر ببطولة كأس العالم، وذلك منذ الهدف الذي سجله اللاعب جمال زيدان في شباك منتخب إيرلندا الشمالية، في نسخة مكسيكو 1986.
تعد الرباعية التي سجلها منتخب الجزائر في مرمى كوريا الجنوبية (4/2)، أكبر حصيلة أهداف سجلها منتخب عربي وأفريقي في تاريخ المشاركات في بطولات كأس العالم.
اعتمد المدير الفني وحيد حليلوزيتش مع المنتخب الجزائري على 20 لاعباً من 23 كانوا ضمن قائمة المشاركين في هذه المنافسة، إذ لم يشارك الحارسان محمد سيديريك ومحمد لمين زماموش، إضافة إلى المدافع لياسين بن طيبة كادامورو.
كان المدافع كادامورو بطلاً للقطة طريفة ونادرة في بطولة كأس العالم، في مباراة التأهل ضد روسيا، حيث قام في الدقيقة الأخيرة بركل الكرة التي وصلته أمام مقاعد الاحتياط من أجل تضييع الوقت، ليحصل على بطاقة صفراء من قبل الحكم التركي الشهير كونيت شاكير.
حظي منتخب الجزائر باستقبال رئاسي وشعبي حافل من قرابة مليون جزائري، اجتمعوا أمام مطار هواري بومدين، لتحية اللاعبين المشاركين في هذه النسخة، التي ستبقى محفورة في ذهن كلّ جزائري وعاشق لهذا المنتخب.