وعبّر هذا الشكل الغنائي عن الجوّالين الذي يطوفون بأشعارهم التي تتطوّر بناء على التساجل والحوار بين أكثر من طرف، ويشير الدارسون إلى أن أحد أبرز أسباب حفظ اللغة الأمازيغية وجزء كبير من تراثها هو من خلال ما راكمه هذا الفن من تجارب اهتمّ أصحابها بتناول الواقع والاشتباك مع قضاياه.
اعتمد الرايس (وجمعه رواس) على العديد من الآلات الموسيقية الشعبية التي لا تزال تستخدم إلى اليوم، ومنها الرباب، ولوتار، وهي معازف وترية ساهمت في تكريس هذا الغناء كحالة إبداعية وفرية خارج سلطة الجماعة، ومنذ ان ابتدأ تسجيل أشرطة لمغني الروايس في ثلاثنيات القرن الماضي حظي بالانتشار، وأدّى الانتشار بينهم إلى حدوث تغيّر نظراً إلى التجريب الدائم عليه.
مدن مغربية عدّة تحتفي به، ومنها الدشيرة الجهادية (قرب مدنية أغادير) التي تحتضن مساء غدٍ فعاليات الدورة السادسة من "المهرجان الوطني لفن الروايس"، وتتواصل لثلاثة أيام.
تحمل الدورة الحالية اسم الفنان الراحل الحاج أحمد أمنتاك (1927 – 2015)، الذي كان من أبرز الأصوات الذي تنوّعت تجربته بين الغزل والنقد الاجتماعي وتوظيف الحكايات والأمثال الشعبية.
يتضمّن المهرجان ندوة علمية بعنوان "فن الروايس بين الأصول والامتدادات" بمشاركة عدد من الباحثين والفنانين، واستحدثت أيضاً مسابقة لأفضل ثلاثة عروض مقدّمة. كما يقام معرض "السوق الفنية" الذي يشتمل على إصدارات الروايس، ويُعقد لقاء بعنوان "مستجدات قوانين المهن الفنية: المكتسبات والإكراهات".