"فلسفة بيولوجية الجسد": الطب خارج الغيبيات

07 سبتمبر 2016
("أوّل عملية جراحية تحت المخدّر" لـ روبرت هنكلي)
+ الخط -

في كتابه "فلسفة بيولوجية الجسد" الصادر مؤخّراً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، يستعرض الباحث والطبيب الأردني، ماهر الصرّاف، دور الأطباء والفلاسفة عبر التاريخ في معالجة الإنسان من أمراض جسده وفكره ونفسه.

تضمّ الدراسة الفصول الأربعة التالية: "الجنسانية"، و"الدماغ والعقل"، و"الداروينية"، و"فلسفة الأخلاق الطبية"، وهي تتّصل جميعها بفيزياء وكيمياء الجسد، في محاولة من المؤلّف لتنقيتهما، ممّا علِق فيهما من أمور غيبية. وفي الوقت نفسه، أجرى تقييماً للمتداوَل فكرياً وفلسفياً في الوسط الأكاديمي والتربوي والشعبي، ببعديه النخبوي والعادي.

يُبرز الصراف المبادئ الطبية، وهي: استقلالية المريض، واستفادته، وعدمُ الضرر به، والعدل بين المرضى، والحفاظ على سرّية المريض، وتكوين الثقة بين الطبيب والمريض، ثم تطابق الأخلاق الطبية، والمنفعية (تقييم كل النتائج العلاجية لكل حالة؛ ومن ثم اختيار الأنفع)، وكذلك الوسائل التي تحول دون وجود الأمراض المستعصية والمزمنة والنادرة قبل تعرّض أي إنسان إليها، إضافة إلى رسم معالم المستقبل الأفضل للبشرية.

يتطرّق الباحث، أيضاً، إلى تاريخ الأخلاقيات الطبية وتطوّرها الفلسفي، مفصّلاً رأيه في إشكاليات لا تزال تواجه جدلاً بين الأطباء؛ من بينها: الإجهاض، والموت الرحيم، وأطفال الأنابيب، والأبحاث على الأجنة، والجينات والخلايا الجذعية، وزراعة الأعضاء، والاستنساخ.

يتناول الكتاب نموذج فريدريك نيتشه للدلالة على تبيانات فرضيات الصحّة العقلية وتحوّلها عبر العصور، حيث أودِع الفيلسوف الألماني مستشفى الأمراض العقلية سنين طويلة؛ واعتُبر بأنه مصاب بالجنون، بينما تبيّن أنه يعاني من مرض عضوي هو السفلس.

يُذكر أن ماهر الصرّاف يعمل طبيباً منذ 1970، وله دراسات وبحوث طبية عدّة، غير أن اشتغالاته الفلسفية والفكرية قادته إلى عدد من المحاضرات والمقالات، قبل أن يُصدر كتابه الأوّل في هذا المجال.

المساهمون