يقدّم المخرج الأردني، الحاكم مسعود، رؤية مختلفة تستند إلى مسرح الصورة وتوظيف لغة الجسد وتقنيات حديثة في أعماله، مستفيداً خلفيته الأكاديمية في مجال الفنون البصرية، ورغم قلّة هذا النوع من العروض إلا أنه استطاع أن يحظى في السنوات الأخيرة بتقدير ومتابعة، بموازاة تقديمه إلى تنظير متماسك حول فلسفة المسرح وتفاعله مع المتلقي.
"فراغ في فصل خامس" عنوان المسرحية الجديدة التي وضع فكرتها وأعدها مسعود، وتُعرض لأول مرة عند الثامنة من مساء الأحد المقبل، الثلاثين من الشهر الجاري، على خشبة المسرح الرئيسي في "المركز الثقافي الملكي" في عمّان، ضمن فعاليات الدورة الثانية من "مهرجان رم المسرحي".
يشير مسعود في تصرح صحافي إلى أن العمل يضيء على "الأزمة، التي تتمظهر في سياق رمزي، ضمن أحداث كارثة الفصول الأربعة في المسرحية. هذه الكارثة الإنسانية التي توحّد كل طبقات المجتمع في أزماتها المتتالية على امتداد شرائحهم الطبقية والعرقية والثقافية والتي أصبح الوعي الإنساني ضرورياً في تحديد مفهوم جماعية الكارثة من خلال إدراكه ومحاولة فهمه لحقيقة الأزمة التي يعيشها".
يبني المخرج فكرته على إشكالية أولى تتمثّل في دوران الإنسان في فراغ الأزمة محاولاً عزل تفاصيلها ومسبباتها عن فضائه الخاص ليزجّها في فضاء الآخرين حتماً وقسراً، وثانية تتمظهر في وعي الإنسان لجدلية الأزمة والكارثة التي تظهر في حقيقة الإنسان العربي المحاط بكم هائل من الضياع والنزاعات، الأمر الذي تدفع فيه الذات البشرية إلى مستقبل مجهول يخلو من الأمل.
تستمدّ المسرحية عنوانها من الفصول الأربعة التي وضع تقويمها في رزنامة إبان فترة يوليوس قيصر، والتي يتم العودة إليها في محاولة لوضع وزن زمني للأزمة، حيث وتتشابك البدايات والنهايات في زمن روما ويومنا هذا، مع التنويه إلى أن روما التي ما زلنا نعيش حضور آثارها القوي في كل مناطق وطننا، بحسب مسعود.
يشارك في التمثيل كلّ من: أسماء القاسم، ومرام أبو الهيجاء، وهشام سويدان، وهاني الخالدي، وياسمين الدلو، وحسام حازم، والتأليف الموسيقي لعبد الرزاق مطرية الذي شارك مسعود في عمله السابق "سلالم يعقوب"، ضمن رؤية تضع الموسيقى عنصراً أساسياً في المسرحية، والسينوغرافيا والإخراج للحاكم مسعود.