يبدو أن محاولات النظام المصري تلميع صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت تسير نحو الفشل، في ظل تصاعد الغضب الشعبي، واستفحال الأوضاع بمصر.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن كافة التشكيلات السياسية، باختلاف انتماءاتها، عبّرت الأسبوع الماضي عن غضب كبير بعد الإعلان عن تسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، بموجب اتفاق لترسيم الحدود جرى الاتفاق عليه بشكل سري.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من قانون حظر التظاهر شديد القمع، إلا أن الآلاف من المصريين خرجوا، للتنديد باتفاق ترسيم الحدود، مرددين شعارات الثورة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الاحتجاجات تشير إلى أن السيسي بدأ يفقد بريقه، وبات يصارع لتجنب حالة الغضب الشعبي من حكمه.
كما اعتبرت أن الجزء الأكبر من ذلك الغضب يعود إلى الاقتصاد المتهاوي، بعدما تلقى قطاع السياحة ضربة موجعة بعد تفجير الطائرة الروسية، وكذلك تدهور العملة المصرية مقابل الدولار، التي وصلت إلى مستويات منخفضة غير معهودة بالسوق السوداء، رغم التخفيض من قيمتها في مارس/ آذار، ما تسبب في ارتفاع الأسعار.
"خروج نحو 4 آلاف شخص في مظاهرة لا يمكن اعتباره أزمة للنظام، لكن أعتقد أن ذلك يكتسي أهمية خاصة، لأن من تظاهروا فعلوا ذلك احتجاجاً على موضوع سياسي صرف ولم ينحصر الأمر في شريحة معينة من السكان"، يقول الباحث بمعهد "اتلانتيك كاونسل"، إتش. هيلير، للصحيفة.
إلى ذلك، بينت "فاينانشال تايمز"أن حالة الغضب الشعبي تتصاعد بمصر بفعل توالي سلسلة من الأزمات، مثل طريقة تسليم الجزيرتين، والخلاف المتصاعد مع إيطاليا بسبب وفاة الطالب، جوليو ريجيني.
وأبرزت الصحيفة أن السيسي حاول تلافي الاحتجاجات، وذلك باتهام من يصفهم بـ"ناس الشر"، في إشارة منه إلى جماعة الإخوان المسلمين، بالتشكيك في منجزات نظامه وإثارة الاحتجاجات الشعبية ضده من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.