"غدي".. الطفل الملاك

02 يوليو 2015
الطفل غدي (مواقع التواصل)
+ الخط -
غدي (Ghadi) الفيلم اللبناني الذي عرض في عام 2013، من إخراج أمين درة وتأليف وبطولة جورج خباز، هو من أكثر الأفلام التي قد تراها في حياتك وتدفعك للتساؤل حول حقيقة الطبائع الإنسانية والملائكية للبشر؟ وهل لأن الملائكة هي أسمى المخلوقات، فلن يمكن للبشر أن يصلوا إلى نورانيتها ونقائها؟

يبدأ الفيلم بأن يحكي الطفل "ليبا" عن طفولته في ذلك الحي اللبناني الصغير؛ وهو الحي الذي يضم فئات مختلفة من البشر قد يجعل اسم حي "المشكل" هو الاسم الأكثر ملائمة له؛ "ليبا" الذي وجد مشاكل في النطق والتحدث في طفولته وضعته في العديد من المواقف والمضايقات من أصدقاء المدرسة باستثناء "لارا" حبيبة الطفولة التي يتزوجها فيما يعد.


"ليبا" وبالرغم من كل فترات الصمت التي كانت تنتابه، فإنه كان مراقبا جيدا لكل ما يقوم به أفراد الحي، فما بين الجارة العصبية التي تنتظر عودة أخيها من البرازيل بعد أن تركها وحيدة، والزوج الذي اعتاد العودة إلى زوجته كل يوم في الوقت نفسه من دون تغيير، والعسكري حارس الحارة الذي اعتاد مطاردة لص خفي، وغيرهم من الأشخاص الذين يرى جلوسهم كل يوم على القهوة.

عقب الزواج يجد "ليبا" و"لارا" نفسيهما في الاختيار الصعب؛ فبعد أن رزقهما الله بطفلتين جميلتين يكون الطفل الثالث "غدي" ولدا يعاني من (متلازمة داون)؛ هذا الطفل الصغير الذي اعتاد الجلوس في النافذة لساعات وهو يصرخ بصوت مرتفع مسببا الإزعاج لسكان الحي؛ مما دفعهم لمطالبة "ليبا" بأن يرحل هو وأسرته عن الحي.

يقرر "ليبا" أن يخبر أهالي الحي بأن ولده ليس سوى ملاك من السماء، وأن صراخه ليس سوى غضب من الله على خطاياهم وذنوبهم.
ثم يبدأ الأب في محاولة إقناع أهالي الحي بصحة ما يقول عن طريق تشكيل عصابة صغيرة هو وزوجته وبعض المهمشين من الأهالي، ومن خلال معرفته القوية بأسرار الحارة يبدأ في محاولة تحقيق الرغبات الشخصية لكل فرد، فيجد نفسه مضطرا لإرسال نقود إليهم، أو البحث عن وظائف لهم، أو حتى عن عريس للفتاة التي تأخر زواجها!

يبدأ أهالي الحي في الإيمان بمعجزات الطفل وأنه ملاك حقيقي من السماء، ثم يبدأ الأهالي في تحسين أخلاقهم وتعاملاتهم اعتقادا منهم بأن الملاك يراقبهم ويراهم، بل ويجد الأب نفسه مضطرا لعمل يوم احتفالي مخصص، يكلم فيه الملاك أهالي الحي ويجيب عن أسئلتهم.
في النهاية يكتشف أهالي الحي بأن غدي مجرد طفل عادي وليس ملاكا من السماء، وأنهم تغيروا للأفضل بعد أن آمنوا فقط بأن هناك من يراقبهم، واتفقوا جميعا على عدم إذاعة هذا السر والاستمرار في تعاملهم الخاص معه.

(مصر)