ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله، إنه قد تم مد ما بين 20 و25 كيلومتراً من الأنبوب بواسطة سفينة "أوداسيا" التابعة لشركة "أولسيز" السويسرية التي فازت بمناقصة "غازبروم" لمد الأنبوب تحت سطح الماء.
وأوضح المصدر أن ثلاث سفن شحن تنقل الأنابيب إلى "أوداسيا" لضمان استمرار الأعمال بلا توقف.
وحتى الآن لم تعلن "غازبروم" بشكل رسمي سوى عن بدء أعمال بناء الأنبوب الأول من "السيل التركي" بواسطة سفينة "أوداسيا" أيضاً، قبل أن تخلفها "بيونيرينغ سبيريت" التي تعتبر أكبر سفينة لمد الأنابيب في العالم.
ومع ذلك، رأى الناطق الرسمي باسم "غازبروم"، سيرغي كوبريانوف، أنه لا يمكن الحديث عن بدء مد الأنبوب الثاني لخط "السيل التركي" في المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن ما يجري الآن هو أعمال تمهيدية.
وقال كوبريانوف لوكالة "تاس" الروسية: "تجري حاليا أعمال تمهيدية على أعماق بسيطة، لكن لا يمكن الحديث عن بدء مد الخط الثاني إلا بعد وصول "بيونيرينغ سبيريت" إلى الساحل التركي ودورانها للعودة".
وفي 10 يوليو/تموز الجاري، أكد وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أنه تم مد 50 كيلومتراً من الأنبوب الأول عبر قاع البحر الأسود، بينما أفاد ناطق باسم "أولسيز" لـ"فيدوموستي" بالانتهاء من بناء 100 كيلومتر من الأنبوب.
ويقتضي مشروع "السيل التركي" الذي بدأ تحقيقه بعد تطبيع العلاقات الاقتصادية بين موسكو وأنقرة، بناء أنبوبين بطاقة تمريرية تصل إلى 15.75 مليار متر مكعب لكل واحد منهما، وأحدهما لتوريد الغاز الروسي إلى تركيا والثاني لعبوره إلى أوروبا.
وفي حال إتمام المشروع، ستحقق تركيا طموحاتها في أن تصبح مركزاً إقليمياً لعبور الغاز، بينما ستتمكن روسيا أخيراً من الحد من اعتمادها على أوكرانيا في عبور الغاز، وستصدر رسالة قوية للغرب بأنها قادرة على تحقيق مشاريع دولية كبرى رغم العقوبات المفروضة عليها.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد حضر قبل نحو شهر انطلاق عملية التحام الأجزاء البحرية العميقة والقريبة من سطح الماء من الأنبوب الأول لخط الغاز المقرر تشغيله في عام 2018.
وتعتبر تركيا شريكاً أساسياً لروسيا في مجال الطاقة، وثاني أكبر مشترٍ للغاز الروسي بعد ألمانيا، إذ بلغت إمدادات "غازبروم" إلى السوق التركية في العام الماضي 24.76 مليار متر مكعب، متفوقة بفارق بسيط على إيطاليا التي جاءت في المرتبة الثالثة.