"عيد قربان" مختلف في إيران

02 أكتوبر 2014
بعض الإيرانيّين يصرّون على تقديم الذبائح والتضرّع لله(فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -

بعد يومَين، يحتفل الإيرانيّون بـ"عيد قربان" أو عيد الأضحى باللغة الفارسيّة. ومصطلح "قربان" المأخوذ من العربيّة، يعني الأضحية التي تعطي هذا العيد معناه. بالنسبة إلى الإيرانيّين، فإن تقديم الأضاحي هو الطقس الذي ما زال متعارفاً عليه أكثر من غيره من الطقوس الأخرى المرتبطة بهذا العيد.

عائلات إيرانيّة كثيرة، لا سيّما تلك المتديّنة والمحافظة، ما زالت تحافظ على تقديم الأضاحي صباح العيد وتوزيع لحمها على الأقارب والجيران. فالإيرانيّون يولون أهميّة خاصة لما يُسمى اصطلاحاً بالنذور. وهذه المناسبة تسمح لكثيرين منهم بوفاء نذورهم، إما بتقديم أضاحيهم أمام بيوتهم أو في المساجد والمزارات.

لكن غلاء الأسعار في السنوات الماضية وارتفاعها باطراد نتيجة العقوبات الغربيّة المفروضة على البلاد بسبب برنامج إيران النووي، ساعد أيضاً على استغناء كثيرين عن هذا الطقس تدريجياً. وهو الأمر الذي أدّى إلى اختلاف ملامح العيد مع الوقت، في أماكن كثيرة. لكن البعض ولا سيّما القرويّين، يصرّون على تقديم ذبائحهم والتضرّع إلى الله بتلاوة الدعاء.
إلى ذلك، لا تُلاحظ عند زيارة المدن الكبرى في إيران كالعاصمة طهران، أي طقوس خاصة بهذا العيد. فأبناء الجيل الجديد لم يعتادوا على التعامل مع هذه المناسبة كعيد خاص، يستعدّون له قبل مدّة أو يبتاعون له الملابس الجديدة كما في بلدان إسلاميّة أخرى. فعطلة عيد الأضحى الرسميّة في إيران يوم واحد فقط، بالإضافة إلى أن انشغالات المدينة وسكانها، أبعدت الأخيرين تدريجياً عن هذا العيد، كما يقولون.

للكبار ذكرياتهم

لكن ذكريات كبار السنّ، تتحدّث عن الأهميّة الخاصة التي يحتلها عيد الأضحى لديهم. وكثر منهم يشيرون إلى أن القرى والأرياف والمدن الصغيرة البعيدة، ما زالت تحتفل بهذا العيد حتى اليوم. فيزورون الأقارب، يقدّمون الهدايا إلى "العروس" في حال انضمّت كنّة جديدة إلى العائلة قبل العيد.

بالنسبة إلى محمدي، وهو خمسيني من طهران، كان للعيد طعم آخر عندما كان شاباً. فقد كانت زيارة الأقارب والتجمّع في بيت الجدّ، أمرَين ضروريَّين للغاية. أما اليوم، فانشغالات الحياة أبعدت العائلات بعضها عن بعض، وجعلتها مع الوقت تتعامل مع عيد الأضحى، وحتى عيد الفطر، كأي عطلة رسميّة تُحدَّد بيوم واحد فقط.

ويغيب رونق هذه الأعياد في المجتمع الإيراني، على الرغم من أن الاحتفالات بعيد نوروز على سبيل المثال، تبدو جليّة. ففي عيد نوروز يحتفل الإيرانيّون برأس السنة الشمسيّة في أول أيام الربيع في 21 مارس/آذار. ونسأل مريم وهي شابة إيرانيّة عن ذلك، فتردّ بأنه لا يمكن تعميم الأمر على كل إيران. فثمّة قرى ما زالت تحتفل بعيد الأضحى حتى اليوم، وتعتبره مناسبة هامة. وترى أنه لأمر مؤسف اختفاء ملامح العيد من المدن الإيرانيّة، وعدم تعرّف الجيل الجديد على هذه المناسبة الهامة لدى المسلمين.

عيد الحجّاج

على الرغم من أن الطقوس المتعارف عليها في البلدان العربيّة تغيب عن إيران، إلا أن موسم الحجّ يبقى له طعم خاص لدى جميع الإيرانيّين المقيمين في المدن أو في الأرياف.
فيبدأ الحجاج بالتحضير لرحلتهم إلى الحرم المكّي قبل فترة، تحت إشراف مؤسسة واحدة هي مؤسّسة الحج والزيارة والتي تهتمّ بالتسجيل والسفر والإقامة في المملكة العربيّة السعوديّة.
وقد أعلنت المؤسسة على موقعها الإلكتروني الرسمي، أن عدد الحجاج الإيرانيّين بلغ هذا العام 64 ألف حاج.

وبعد عيد الأضحى بأيام، ومع عودة الحجاج الإيرانيّين إلى البلاد، تنتشر في الشوارع لافتات للترحيب بهم. فيشعر الإيرانيّون ببهجة عيد قربان الذي يتميّز في ذلك الحين أكثر من تميّزه يوم العيد نفسه.

الحدود مفتوحة مع كردستان

على الرغم من أن حكومة إقليم كرستان حدّدت عطلة عيد الأضحى من 4 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 منه، إلا أن مديريّة حدود الإقليم مع إيران أعلنت عدم إغلاق تلك الحدود خلال أيام العيد. وعليه، يمكن للمسافرين من الجهتَين، التنقّل بسهولة. تجدر الإشارة إلى أن الحدود ستقفل فقط في اليم الذي يسبق العيد.