"عكوب" نابلس يدرّ المال على نسائها

22 مارس 2016
يبيع العكوب على عربته في نابلس (العربي الجديد)
+ الخط -
بدءاً من أواخر شهر فبراير/شباط وعلى امتداد شهر مارس/آذار من كل عام، يقطف العكوب. كعادتها، تشتري الحاجة هيام الهدد (70 عاماً)، وهي من سكان مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية)، نحو 30 كيلوغراماً من العكوب، وتجهد زوجات أبنائها في تنظيفه من أشواكه أو ما يعرف بـ "التعكيب"، ثم تجهيزه لتخزينه.

تفضّل الهدد الإشراف على تنظيفه ثم تخزينه أخضر قبل أن يجف. هكذا تعمل مع زوجات أبنائها على تنظيفه وتخزينه. تقول: "هذه فرصة جميلة لاجتماع العائلة"، مضيفة أن "تنظيفه متعب لكنْ ممتع". وترى العائلات النابلسية أن طهيها للعكوب يعد مميزاً ويختلف عن بقية المناطق، وقد اشتهرت هذه المدينة بالأمر قبل مدن أخرى. ويعزو مشرف المراكز الثقافية في بلدية نابلس، زهير الدبعي، سبب شهرة أهل نابلس بهذا النوع من الطعام إلى كون العكوب ينمو في جبل الطور (جرزيم) في المدينة، وقد اعتاد أهالي نابلس على قطافه. إلا أن إنتاجه قلّ مع ازدحام العمران حتى صار يستورد.

في المقابل، اعتادت العائلات النابلسية على تقديم العكوب كوجبة تكرّم فيها ضيوفها، ويطهى مع اللبن والأرز واللحم. وتوضح الحاجة أنها تطهو العكوب منذ عشرات السنين.
من جهته، اعتاد ياسر النعنع (55 عاماً) بيع العكوب على بسطته التي يبيع عليها الخضروات في البلدة القديمة من نابلس منذ أكثر من 38 عاماً. يشتري العكوب من الخليل (جنوب الضفة)، علماً أنه كان يصل نابلس قديماً من الجولان المحتل ومنطقة الباذان. ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من العكوب ما بين ثلاثة و12 دولاراً، وعادة ما يستعين ببعض النساء من أجل تنظيفه. يضيف أن بعض النساء يعتبرن إزالة الشوك عن العكوب مصدر دخل أساسي لهن في هذا الموسم، قد يصل إلى نحو ألف دولار.

من جهتها، تقول عبير صلاح (54 عاماً)، وهي من مدينة نابلس، إنها تحفظ العكوب في الثلاجة وتتناوله كوجبة أساسية في المنزل. وتلفت إلى أنها ورثت الأمر عن والدتها وقد عودت أبناءها على أكله. وتوضح لـ "العربي الجديد" أن هناك طريقتين لتخزينه، إما من خلال وضعه في مياه فاترة مع القليل من الليمون بعد تنظيفه وغسله، ثم تصفيته وقليه بالزيت، ثم وضعه في أكياس من النايلون في الثلاجة، أو وضعه في المياه مع إضافة ملعقة من السكر بعد تنظيفه وغسله، ثم وضعه على النار حتى بدء الغليان. بعدها، يغسل على الفور بمياه باردة فيحتفظ بلونه.

تجدر الإشارة إلى أن العكوب ينمو في جبال بلاد الشام، ويعد مفيداً للكبد ومضاداً للأكسدة. يوضح رئيس قسم الكيمياء وتكنولوجيا الصيدلية في جامعة النجاح في نابلس، نضال جرادات، لـ"العربي الجديد"، أن "جنس الخرفيش الذي ينتمي إليه العكوب يدخل في صناعة الكثير من الأدوية العلاجية للكبد. كذلك، يعدّ أساسياً لعلاج أمراض الكبد وحصى المرارة وغيرها".

اقرأ أيضاً: البلاط البلدي.. عائلة نابلسيّة تبقي صناعته حيّة
دلالات