ظهرت أولى النسخ المطبوعة من القرآن في الجزائر بحلول عام 1931 باسم الطبعة الثعالبية لصاحبها رودوسي قدور بن مراد التركي بقلم الخطاط محمد السفاتي، واعتمدت المصحف العثماني برواية ورش عن نافع ونُسخت بالخط المبسوط الجيد، أحد أشهر الخطوط الأندلسية التي انتقلت إلى المغرب وسمّي بذلك لبساطته وسهولة قراءته.
يُفتتح عند العاشرة من صباح غدٍ الإثنين في "قصر الثقافة مفدي زكريا" في العاصمة الجزائرية معرض يوثق لطباعة المصحف الشريف في الجزائر ويتواصل حتى الرابع من الشهر المقبل بتنظيم من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
يضمّ المعرض بعض المخطوطات والنسخ القديمة إضافة إلى بعض الأدوات التقليدية التي كانت تستخدم قديماً في تحفيظ القرآن، والدعائم التي تستخدم حالياً في طباعة المصحف، حيث تشير المنشورات التوضيحية المرافقة إلى مراحل طباعته بدءاً من المطابع الحجرية التي كانت تستخدم الحجر الجيري أو لوحة معدنية بسطح أملس، وظلّت تستخدم منذ اختراعها أواخر القرن التاسع عشر حتى سبعينيات القرن الماضي.
يوضّح المعرض أن سور القرآن في طبعة رودوسي مأخوذة بالتصوير الضوئي من المصحف الذي خطه الوراق أحمد بن الحسن زويتن الفاسي في طبعة المصحف المطبوع على الحجر في القاهرة عام 1929، مع الأخذ بالاعتبار وجود نسخة أقدم تعود إلى عام 1905 أشرف عليها أحمد المنصالي لكن لم يجر تداولها على نظاق واسع.
واتخذت الطبعة الثعالبية، بحسب المعرض، مقاسات محدّدة حيث يظهر الغلاف الخارجي بقياس 22.3×15 سم، والأوراق الداخلية بقياس 21.3×15 سم، وعدد صفحاته 718 صفحة إضافة إلى دعاء الختم وفهرس سور الربع الأخير، كما أن مسطرته هي ثلاثة عشر سطراً في كلّ صفحة، ويوثّق من اطلع عليه من العلماء، وهم: الشيخ مفتي الجامع الأعظم، والإمام الخطيب في الجامع الجديد، والإمام الخطيب في الجامع الأعظم: محمد بابا عمر، ومحمد اليعقوبي، ومحمد شارف.