في السنوات الأخيرة، أصبحت الثقافة هي العملة الرئيسية للسياسة، من سياسة الهوية التي ميزت الانتخابات الأميركية في عام 2016 إلى ردّ الفعل ضدّ هيمنة الثقافة الغربية في الكثير من بلدان العالم غير الغربي.
في كتابه "صعود الدولة الحضارية" يذهب الأكاديمي كريستوفر كوكر إلى القول بأن هناك صعود كيانات سياسية جديدة، ويُطلق عليها مصطلح Civilizational State، ويضرب عليها أمثلة الصين وروسيا بل ويناقش "داعش أو دولة الخلافة الإسلامية" كمشروع في هذا السياق.
ينظّر أستاذ الفلسفة السياسية في العمق إلى صين شي جين بينغ وروسيا فلاديمير بوتين. كما يناقش الخلافة الإسلامية، بصفتها دولة من غير المحتمل أن تتلاشى رغم النكسات والهزيمة التي لقيتها داعش، ويرى أن الدولة الحضارية فكرة حان وقتها، لا سيما كردّ فعل على العولمة وصعود الشعبوية.
يُلقي كوكر عند السادسة والنصف من مساء اليوم، الخميس، في مؤسسة "أفكار" التابعة لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في العاصمة البريطانية، محاضرة حول كتابه الذي صدر عن دار "بوليتي" برس في كانون الثاني/ يناير الماضي.
يضيف الأكاديمي في محاضرة تحت عنوان "صعود الدولة الحضارية"، أنه على الرغم من أن الحضارات نفسها قد لا تصطدم، لكن يبدو أن الدول الحضارية قد وضعت قواعد النظام الدولي
التي يعتبرها الغرب أمراً مفروغاً منه أمام تحدٍ جديد من نوعه، فالصين تبدو متلهفة لمراجعة هذه القواعد، وروسيا تواقة إلى كسرها بحسب الكاتب، في حين يرغب المتشدّدون في داعش في التخلّص من كتاب القواعد كلياً.
يجادل كوكر بأنه، وعندما ينظر إلى هذه المرحلة، تظهر الصعوبات والصراعات والتحديات سبباً كافياً للبدء في التفكير بنظام دولي جديد ما بعد ليبرالي، ومراجعة ذلك النظام العالمي الليبرالي الذي يكافح الغرب دفاعاً عنه لأنه منتج يناسب معاييره الثقافية الخاصة.