تتعرض الكوادر الطبية ومديريات الصحة في الشمال السوري لضغوطات كبيرة، ومنها تعليق الدعم من الجهات المانحة، كما حدث في السابق مع مديريتي صحة حماة وإدلب. وأكدت مديرية صحة حلب الحرة في بيان لها تعليق الدعم عنها يوم الأربعاء الماضي.
وتوجهت مديرية صحة حلب الحرة إلى كوادرها الطبية في بيان أمس الجمعة، معربة عن أسفها لأن "المشروع الحالي لتمكين مديريات الصحة تم تعليقه من قبل المانح بتاريخ 10-7-2019، وعليه فإن المديرية ستستمر بدفع الرواتب حتى تاريخ 30-9-2019، وذلك حسب طبيعة الاتفاقية الموقعة مسبقاً مع المانح والسياسات التي تحكمها".
وأكد البيان أنه وبعد انقضاء المدة التي تصل لشهرين ونصف الشهر، أي بنهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، يعتبر العمل ضمن نطاق المديرية تطوعياً حتى إيجاد البديل.
بدوره، أكد مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة حلب الحرة، أحمد الإمام، لـ"العربي الجديد" أن الدعم الممنوح للمديرية كان من قبل وكالة التنمية الألمانية "GIZ".
وأشار الإمام إلى أن "القطاع الطبي الخدمي لأهلنا في ريف حلب سيتأثر في المناطق التي تغطيها مديرية صحة حلب الحرة، ويزيد وقف الدعم من معاناة المهجّرين والمقيمين في المناطق المحررة".
وفي يناير/ كانون الثاني 2019 علقت الوكالة الألمانية دعمها أيضاً عن المديرية بسبب توسع السيطرة العسكرية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في المنطقة، لكنها عادت واستأنفت دعمها للمديرية التي يستفيد من خدماتها ما يزيد عن 250 ألف شخص. وتعمل المديرية ضمن نطاق جغرافي يمتد من ريف حلب الجنوبي وصولاً للريف الغربي، في حين تشرف وزارة الصحة التركية على المراكز الصحية والمشافي في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات.
كذلك أخطرت مديرية صحة إدلب الحرة كوادرها والعاملين فيها، بأن الجهات المانحة التي تقدم الدعم للمديرية علقت دعمها في العاشر من يوليو/ تموز الجاري، وبناءً على ذلك ستبدأ المديرية بتنفيذ حملة مناصرة جديدة، سعياً منها لإعادة تفعيل مشروع الدعم لها، بما يؤمن استمرار تقديم الخدمات الصحية للأهالي في محافظة ادلب.
نصر أبو هادي، العامل في مديرية صحة إدلب، أوضح لـ"العربي الجديد" أن "الوضع حرج جداً في الوقت الحالي، لا سيما مع المجازر التي يرتكبها النظام وروسيا بحق المدنيين، والأعداد الكبيرة من الجرحى، وتعليق الدعم يضعف إمكانيات المديرية والنقاط الطبية والكوادر التابعة لها لتقديم مساعدتهم للأهالي".
أما زهير الخضر الذي اضطر مع عائلته للنزوح من بلدته في ريف حماة الشمالي نحو منطقة أطمة تحدث لـ"العربي الجديد" قائلاً أن طفليه مصابان بالتهابات في الأمعاء ويعانيان من الإسهال، وقصد إحدى النقاط الطبية لعلاجهما في المنطقة.
وأضاف الخضر "الوضع الذي نحن به دفعنا لأقصى حدود الصبر، والحياة التي نعيشها الآن ليست بحياة، فلا نملك شيئاً، وحتى الدواء لأطفالنا بالكاد يمكننا تأمينه، نحن نتمنى أن يستمر دعم المنظمات للأطباء والكوادر الصحية، فالتضييق عليهم هو تضييق علينا وعلى أطفالنا".
ومنذ شهر أبريل/ نيسان الماضي أدت الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات النظام وروسيا لخروج 31 منشأة صحية بين مشفى ومركز صحي عن الخدمة في ريفي حماة وإدلب، مع تجاوز أعداد النازحين من تلك المناطق 700 ألف نازح.