"صالات بيروت الراحلة": قبل الحرب وبعدها

16 مارس 2019
سينما ريفولي في خمسينيات القرن الماضي
+ الخط -
تتمّ استعادة قاعات العرض السينمائية القديمة في أكثر من مدينة عربية في اتجاهات متعّددة ترتبط بفهم دورها في تطّور الحياة الاجتماعية وانفتاحها على الثقافة والفنون، وفي تلقّي الفن السابع لدى الجمهور وتأثره الكبير بمضامين الأفلام المعرضة آنذاك، إضافة إلى فهم الجانب الاقتصادي في هذا القطاع.

"صالات بيروت الراحلة" عنوان المحاضرة التي يلقيها الناقد والمخرج السينمائي اللبناني محمد سويد (1959) عند السادسة والنصف من مساء الأربعاء المقبل، العشرين من الشهر الجاري، في "دار النمر للفن والثقافة" في العاصمة اللبنانية.

يضيء المحاضر على قاعات السينما القديمة في بيروت ودورها التأسيسي في صناعة المعالم السينمائية في القرن العشرين، والتشجيع على مشاهدة الأفلام في دور العرض كنوع من النشاطات الاجتماعية، إلى جانب للمنظور السينمائي الذي جعل هذه الصالات تبدو في الوقت الحالي كديكورات لفيلم هوليوودي.

كما يتطرّق إلى فكرة الترفيه والتسلية التي شكّلت الصالة فضاءاً أساسياً لها بعد الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) ولغاية الربع الأخير من القرن العشرين، حيث كانت العائلات في بيروت تتواعد في ما بينها لقضاء السهرة لمشاهدة أحد الأفلام السينمائية.

يعود سويد إلى كتابه "يا فؤادي - سيرة سينمائية عن صالات بيروت الراحلة" (1996) الذي يشير فيه كيف حمل آلة التسجيل، وذهب الى أصحاب دور العرض والموزعين، حباً بسماع ذكرياتهم عن السينما والصالات التي ورثوها عن آبائهم، أو تولوا تأسيسها، وأضحت اليوم نسياً منسياً.

يمثّل الكتاب سيرة شخصية وسينمائية عن صور وأماكن ووجوه وحنين إليهم وإلى زمانهم، كما يوثّق فيه أسماء وعدد صالات العرض وكيف عاشت فترة الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990) وتغيّرت طبيعة الأفلام التي باتت تعرضها حيث اتسمت بالسطحية والابتذال، وصولاً إلى ما تبقّى منها اليوم.

يحفر سويد في تاريخ "التياترو" في وسط بيروت، الذي بني أواخر عشرينيات القرن الماضي، وتوقف العمل فيه كمسرح عام 1940 حيث تحول صالة سينما عرض فيها أول فيلم ناطق باللغة العربية في لبنان وهو "الوردة البيضاء" لمحمد عبدالوهاب وظلّ الأمر كذلك حتى عام 1975 حين بدأ يعرض أفلاماً تتفصّد الإثارة فقط.

المساهمون