"صائد الفراشات" في رحلة الموت من أجل الحياة

04 أكتوبر 2014
لُقِّبَ دومة بمعتقل كل العصور (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

"دومة بيموت بجد في السجن، رغم أنه أنهى إضرابه عن الطعام (مؤقتاً)، ووزارة الداخلية ممتنعة عن نقله إلى المستشفى، والنائب العام لم يفعل شيئاً، رغم تقدم المحامين بطلبات لإيداعه في المستشفى على نفقتهم الخاصة". بهذه العبارات لخص المحامي المصري، خالد علي، عبر موقع "فيسبوك" مدى تدهور الحالة الصحية للناشط السياسي المصري، أحمد دومة، الذي يقبع في السجن، على غرار عدد كبير من النشطاء السياسيين، وسط إصرار السلطات على عدم تأمين الرعاية الصحية الضرورية له.

وكان لهذه التدوينة أثر كبير في تحريك المياه الراكدة، إذ توالت المحاولات لنقل دومة إلى المستشفى حتى الساعات الأولى من صباح أمس، الجمعة، إلى أن أعلنت إدارة السجن نقله إلى مستشفى قصر العيني الفرنسي في وسط القاهرة، التي فارقها وعاد إلى محبسه في سجن طره مجدداً، بعد إجراء فحوصات طبية عدة له.

دومة معتقل على خلفية واقعة القبض على عدد من النشطاء السياسيين وأعضاء الحركات الثورية، من أمام نيابة عابدين، إذ توجهوا للتضامن مع الناشط السياسي المصري، أحمد ماهر، أثناء تسليم نفسه للنيابة العامة، بعد صدور أمر بضبطه وإحضاره.

وانضم دومة إلى معركة الأمعاء الخاوية في السجون المصرية، ودخل في إضراب عن الطعام منذ 28 أغسطس/آب الماضي قبل أن يضطر إلى فك إضرابه عن الطعام مؤقتاً، بعد تدهور حالته الصحية بشدة، إذ إنه يعاني من قرحة في المعدة.

لُقِّب دومة بـ"صائد الفراشات" لكثرة عدد القنابل المسيلة للدموع، التي تصيدها لإلقائها بعيداً عن المتظاهرين خلال ثورة يناير، التي شارك فيها بفعالية. واشتهرت صور الغرافيتي الخاصة به على الجدران بعد اعتقاله في فترة حكم الرئيس المعزول، محمد مرسي، على خلفية قضية حرق المجمع العلمي.

ابن الخمسة والعشرين عاماً قيل عنه أيضاً إنه معتقل كل العصور، إذ سجل رقماً قياسياً في عدد المرات، التي دخل فيها السجن، منذ عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، مروراً بفترة حكم المجلس العسكري، والرئيس المعزول، محمد مرسي، وصولاً إلى فترة حكم الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي.

شارك دومة في ثورة ٢٥ يناير، وقاد المسيرة التي خرجت من منطقة ناهيا في الجيزة، إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة، وكان واحداً من أبرز شباب الثورة، الذي استمر في نضاله بعد رحيل مبارك عن الحكم.

وفي أحداث مجلس الوزراء في عهد المجلس العسكري، حوكم دومة مع 267 متهماً آخرين بتهمة حرق مبنى المجمع العلمي المصري، ومنشآت مجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى، والتعدي على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومقاومة السلطات والتجمهر وتعطيل حركة المرور، والتي وقعت في ديسمبر/كانون الأول من عام 2011.

وفي عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي، حوكم دومة وأدين بتهمة إهانة الرئيس، وقضت محكمة مصرية بحبسه ستة أشهر على خلفية مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات الفضائية، وصف الرئيس المعزول بأنه فاقد الشرعية ومتهم ومجرم وقاتل وهارب من العدالة.

وشارك مع عشرات المتظاهرين في تظاهرة أمام مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في المقطم، اعتراضاً على سياسة الرئيس المعزول وحزبه آنذاك، في إدارة شؤون البلاد، وتعرض للضرب على يد ناشط إخواني في الاشتباكات، التي وقعت بين المتظاهرين وأعضاء من الجماعة.

شارك دومة في التظاهر ضد حكم مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في 30 يونيو/حزيران 2013، التي أعقبها عزل أول رئيس منتخب في 3 يوليو/تموز الماضي، بعدها عارض قانون التظاهر، الذي أقرّته الحكومة بعد الانقلاب، وألقي القبض عليه على خلفية هذا القانون، ولا يزال محبوساً حتى اليوم.

وكان دومة قد استقال من جماعة الإخوان المسلمين عام 2007، التي يعد والده سعد أحد رموزها. كما كان عضواً في حركات كفاية، شباب 6 إبريل، شباب من أجل العدالة والحرية، شباب الثورة العربية، وائتلاف شباب الثورة، والذي تأسس بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه استقال من كل هذه الحركات إلا حركة كفاية، مفضلاً أن يمارس العمل السياسي كناشط مستقل.

صائد الفراشات عضو في اتحاد كتاب مصر، لأنه شاعر، ومن المقرر أن يطلق ديوانه الأول المحفوظ في المطبعة بعد خروجه من الحبس.

المساهمون