تقدم المسرحية، على مدى أكثر من ساعتين، لوحات تجسد أحداث ووقائع الحصار، منذ اجتماع مسؤولين في الدول الأربع (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر)، واتخاذهم قرار اختراق موقع "وكالة الأنباء القطرية" (قنا)، والإجراءات اللاحقة المتعلقة بالمقاطعة الدبلوماسية وإعلان الحصار الجائر.
ولم يغفل العمل انعكاسات المقاطعة والقرار على صلة الرحم وتقطيع أواصر القربى، باستخدام سيف قانون "التعاطف" مع قطر، الذي أصدرته دول الحصار، وكيف أن "ناصر" سبح في اليم قاطعاً المسافة الفاصلة بين "المحرق" في البحرين، وميناء الرويس في قطر، ليجلب لخالته "فالة" رمضان الذي بقيت أمه تجلبها من المنامة لخالته في الدوحة منذ 21 سنة. يختم المخرج العرض بأغنية ألهبت حماس الجمهور الذي وقف يردد مع السليطي والجوقة " الله يا عمري قطر".
وقال الفنان غانم السليطي إن المسرحية تختلف عما قدمه عبر "يوتيوب" من حلقات متسلسلة حملت نفس عنوان المسرحية "شللي يصير"، لافتاً إلى أن المسرحية تقدم نفسها بقالب كوميدي مؤلم (الكوميديا السوداء)، فيها "الضحكة والدمعة، ولكنها في الحقيقة تقدم وثيقة فنية تاريخية للأزمة الخليجية، والحصار الذي تتعرض له قطر من أشقاء الدم، ليس فقط من لحظة اختراق وكالة الأنباء القطرية، إنما قبل ذلك التاريخ، والعمل الفني بذلك يعتبر وثيقة تاريخية تعين الأجيال القادمة، لمعرفة ماذا قدم المسرح لحصار قطر".
وتابع السليطي في تصريح لوسائل الإعلام أن "الأوراق التي قدمناها تطلبت منا مجهوداً كبيراً، وأن الرعاية الفكرية لثقافة المتلقي كانت تسكن فينا، من احترام وانضباط وما يجب أن يقال وما لا يقال، فنحن محكومون بهذا العقد غير المكتوب بيننا وبين الجمهور، ولا نخرج عن بنوده، وأتمنى أن يكون العمل قد أكد على هذا الكلام".
المسرحية من تأليف وإخراج وبطولة الفنان غانم السليطي، تمثيل هدية سعيد، وجاسم الأنصاري، وخالد ربيعة، وعبدالله العسم، وفهد القريشي، وخالد خميس، والفنانة اللبنانية مايا وآخرين، بمشاركة مجموعة من الراقصين بإشراف الإيطالية أنريكا برباجالو، وكتب كلمات الأغاني عبدالرحيم الصديقي، ولحنها مطر علي الكواري.