يُكثف المهندسان التوأمان محمود وأحمد صوان من غزة، جهودهما الشخصية لتوفير كل الاحتياجات الخاصة بمبادرتهما "شكرا مهندس النظافة" أملاً منهما في تحسين واقع هذه الفئة المهمشة في قطاع غزة، والعمل على تحسين النظرة إليها وتغيير المسمى الوظيفي بشكل رسمي لهم وصولاً لتنمية واقعهم الاقتصادي.
ويعمل التوأمان الغزيان بجهد ذاتي ومكثف من خلال خطة مشتركة قاما بوضعها طيلة الشهور الماضية تتضمن برامج تدريبية خاصة بعمال النظافة في القطاع، فضلاً عن لوحات إعلانية جرى تعليقها في مناطق حيوية في المدينة المحاصرة من أجل تغيير الثقافة السائدة في المجتمع عن هذه الفئة.
ويسعى المهندسان صوان إلى التغلب على كل العقبات التي تعترضهما، ولا سيما شح التمويل والتنفيذ الذاتي من قبلهما للفكرة من أجل تحسين واقع فئة عمال النظافة في المجتمع، والعمل على توفير برامج تدريبية وتثقيفية لهم في المجالات الصحية والبيئية والسلوكية.
ويقول الشاب محمود صوان لـ "العربي الجديد" إن مبادرته التي أطلقها رفقة توأمه في شهر يونيو/حزيران الماضي مرت بمراحل عديدة، وكان هدفها الأبرز تغيير الثقافة السلوكية السلبية تجاه العاملين في مجال النظافة على مستوى بلديات القطاع المختلفة.
ويوضح صوان (25 عاماً) أن المبادرة في مرحلتها الأولى اعتمدت على إطلاق العبارات والشعارات التحفيزية تجاه عمال النظافة في القطاع، من أجل المساهمة في تغيير واقعهم في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية ومحاولة اعتماد اسم "مهندسي النظافة".
وعن الأساليب التي استخدمت خلال المبادرة، يشير العشريني إلى أنهم لجأوا إلى المنشورات والملصقات العامة في الشوارع والمفترقات الرئيسية تتضمن عبارات شكراً للعاملين في قطاع النظافة، وعبارات تحفيزية بالإضافة إلى عبارات أخرى لحض الشارع الغزي لتغيير ثقافة التعامل معهم.
وعن الصعوبات التي اعترضت هذه المبادرة يقول شقيقه أحمد صوان لـ "العربي الجديد" إن شح الدعم المالي الذي اعترض عملهما كان أحد المعيقات الحقيقة في تنفيذ الخطة التي وضعت خلال الشهور الماضية، والتي تتضمن دورات تدريبية للعاملين في قطاع النظافة.
ويشير الشاب صوان إلى أن إجمالي الدعم الذي وصلهما خلال الفترة الماضية لتنفيذ جزء من خطة المبادرة الخاصة بهما لم يتجاوز مبلغ ألف دولار فقط، استخدماه لتركيب يافطات في بعض المفترقات الرئيسية في المدينة من أجل لفت انتباه الشارع لقضية عمال النظافة.
ويلفت المهندس الغزي إلى أن المرحلة الثانية والثالثة من المبادرة ستشمل دورات تدريبية مكثفة لنحو 20 عاملاً في مجال النظافة على يد خبراء في مجالات الصحة والبيئة، وطرق الوقاية من الأمراض والتعامل مع القمامة خلال مزاولتهم عملهم اليومي.
وبحسب التوأم صوان فإن المشروع التدريبي لمبادرتهما كان مقرراً أن يشمل أكثر من 200 عامل في مجال النظافة على مستوى كل بلديات القطاع، إلا أن عجز التمويل وغياب الاحتضان الرسمي لهما أسهم في حصر التدريب في عدد بسيط في المرحلة الحالية.
ويؤكد على أن بلدية مدينة غزة أبدت تجاوباً كبيرًا مع المبادرة واستعداداها لمناقشة تغيير اسم العاملين في مجال النظافة في البلدية التابعة إليها، إلى مهندسي النظافة، بالرغم من الصعوبات والعقبات التي تواجه الحملة كونها مجهوداً ذاتياً يشرف عليه التوأم الغزي.
وينبه صوان إلى أنه وتوأمه سيحاولان مخاطبة المجلس التشريعي الفلسطيني من أجل اعتماد الاسم الجديد للعاملين في هذا المجال، والمساهمة في تغيير الثقافة العاملة عن العاملين في هذا المجال، والتي ظلت لسنوات تنظر إليها بنظر سلبية لا تتناسب مع الجهد المبذول من قبلهم.
ويطمح المهندسان الغزيان أن يتمكنا خلال الفترة المقبلة من الحصول على التمويل الكافي لتنفيذ مبادرتهما بشكل كامل، والعمل على نقلها وتعميمها في بلديات الضفة الغربية من أجل اعتماد اسم مهندس النظافة بدلاً من الأسماء المتداولة لهم في الشارع الفلسطيني.