"شباك التذاكر" المغربي: اكتشاف السينما المحلية

21 أكتوبر 2014
من "خلف الأبواب المغلقة" لـ محمد بن سودة
+ الخط -

كشف "المركز السينمائي المغربي"، أخيراً، عن أعداد مرتادي الصالات السينمائية المغربية في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. أرقام المركز أكدت ميلاً واضحاً لدى المغاربة لمشاهدة للأفلام المحلية، وتراجعاً كبيراً للأفلام الأجنبية بما فيها المصرية والهندية.

هكذا، احتل المرتبة الأولى، لناحية الحضور، الفيلم المغربي "خلف الأبواب المغلقة"، للمخرج محمد بن سودة، جاذباً أكثر من 96 ألف مشاهد. ويتناول الشريط ظاهرة التحرش الجنسي في الدوائر المغربية من خلال شخصية سميرة التي تنقلب حياتها إلى جحيم بعد تغيير رئيسها في العمل بآخر يحاول ابتزازها جنسياً. وكان هذا الفيلم قد أثار جدلاً في الإعلام المحلي فور نزوله إلى صالات العرض، بسبب جرأته في تناول هذه الظاهرة المسكوت عنها في المجتمع المغربي.

المرتبة الثانية في قائمة المركز حلّ فيها فيلم "الطريق إلى كابول"، للمخرج إبراهيم الشكيري، الذي شاهده أكثر من 87 ألف متفرج. ويبدو لافتاً محافظة هذا الشريط على مكانة متقدمة لدى المشاهد المغربي، إذ احتلّ المرتبة الأولى في الإيرادات خلال العامين السابقين، ولم يتأثر بالقرصنة التي تعرض لها عبر ظهور نسخة منه على "يوتيوب" قبل بضعة شهور. يتناول "الطريق إلى كابول"، الذي شاركت فيه نخبة من أبرز الممثلين المغاربة، ظاهرة الهجرة السرية والإرهاب بأسلوب فكاهي.

أما المرتبة الثالثة فعادت لفيلم مغربي آخر، هو "سارة" للمخرج سعيد الناصري، الذي جذب أكثر من 50 ألف مشاهد. الشريط عبارة عن دراما فكاهية تحكي قصة عباس وسارة، وهما متشردان يعيشان على السرقات الصغيرة وعمليات الاحتيال في مدينة أغادير السياحية، ويتمكنان من الاحتيال على عائلة ثرية تحتضن سارة وتصير أماً مثالية لها.

نتائج الـ"بوكس أوفيس" هذه تشير إلى تراجع كبير هذا العام للسينما المصرية والهندية اللتين كانتا تجذبان قوساً واسعاً من المشاهدين المغربيين. النتائج نفسها تؤكد، في المقابل، أن المغربيين يتجاوبون، عاماً بعد آخر، مع الأفلام المغربية التي تتناول مواضيع اجتماعية تتناول همومهم وانشغالاتهم اليومية.

في هذا المقام، لا بد من القول إن أرقام المشاهدين وعائدات الأفلام كانت لتزداد وتتضخم لو توفرت صالات عرض مناسبة في المدن المغربية التي تعرف منذ ثلاثة عقود تراجعاً كبيراً في عدد الصالات. وحتى عام 1990، كان مجموع صالات العرض في البلد يبلغ 225، لكنه لا يتجاوز اليوم الـ31 صالة، وهو رقم مخيف ومثقل بالدلالات، ما دفع مدير "المركز السينمائي المغربي" الجديد، صارم فاسي الفهري، إلى وضع هذا الأمر في قائمة أولوياته، في الوقت الذي ينتظر فيه محبو السينما في المغرب الارتقاء بحال الفن السابع وصالاته في بلدهم.

المساهمون